الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الترجمة أثناء الخطبة خلاف الإنصات المأمور به في الحديث، والخطبة يشترط فيها عند الجمهور أن تكون باللغة العربية، ولذلك فالحل الأمثل في نظرنا أن تترجم الخطبة لهؤلاء الناس بعد الصلاة، ولمزيد من التفصيل نقول: إن الأصل وجوب الإنصات لسماع الخطبة يوم الجمعة، ولا شك أن ما ذكر في السؤال مخالف للأمر بالإنصات الوارد في الحديث، ففي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت. والذي عليه جمهور أهل العلم أنه يشترط كون خطبة الجمعة باللغة العربية لأن ذلك أمر تعبدي؛ خلافاً للأحناف القائلين بجواز إلقائها بأي لغة وهو ما أفتى به مجمع الفقه الإسلامي، إذا دعت الحاجة إليه ، ثم إن الفقرة الأخيرة من الحديث وهي ومن لغا فلا جمعة له ليست من الحديث الذي أشار إليه السائل، ولكنها بعض حديث جاء في مصنف عبد الرزاق في آخر حديث ولفظه: ومن قال صه والإمام يخطب فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له. ورواه الإمام أحمد عن علي مرفوعا في آخر حديث أيضا بلفظ : ومن قال صه فقد تكلم، ومن تكلم فلا جمعة له. وقال عنه الإمام الهيثمي: فيه رجل لم يسم.
وقد ذكر الألباني حديث الإمام أحمد هنا في ضعيف الترغيب والترهيب، وعليه، فإن هذا اللفظ ضعيف ومعنى قوله قوله فلا جمعة له:أي فلا جمعة له كاملة، مع أنها تجزئه كما ذكر أهل العلم، قال في تحفة الأحوذي: قال العلماء معناه لا جمعة له كاملة للإجماع على إسقاط فرض الوقت عنه. انتهى
والحل الأمثل لذلك هو الترجمة بعد الصلاة، لا بين الخطبتين أو بين الخطبتين والصلاة وذلك لاشتراط الموالاة بين الخطبتين وبين الخطبتين والصلاة عند بعض أهل العلم.
والله أعلم.