الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به قبل كل شيء هو ألا تفتح على نفسك باب الوسوسة فإنها شر مستطير تجعل صاحبها وكأنه لا عقل له، لا يثق بطهارة ولا يطمئن لعبادة، ثم إنك لا تطالب بغسل ما لم تتحقق من إصابته بالنجس، فإذا تحققت من ذلك فاغسل الموضع الذي أصيب من بدنك أو ثوبك فقط، وإن التبس عليك تحديد الموضع الذي أصابه النجس فاغسل المواضع التي يغلب على ظنك أنها تحوي مكان النجاسة، فإن لم تعلم جهتها من الثوب فاغسل جميع الثوب.
قال ابن قدامة في المغني، عند قول الخرقي: (إذا خفي موضع النجاسة من الثوب استظهر، حتى يتيقن أن الغسل قد أتى على النجاسة) وجملته أن النجاسة إذا خفيت في بدن أو ثوب، وأراد الصلاة فيه، لم يجز له ذلك حتى يتيقن زوالها، ولا يتيقن ذلك حتى يغسل كل محل يحتمل أن تكون النجاسة أصابته، فإذا لم يعلم جهتها من الثوب غسله كله. وإن علمها في إحدى جهتيه غسل تلك الجهة كلها وإن رآها في بدنه أو ثوب -هو لابسه- غسل كل ما يدركه بصره من ذلك. وبهذا قال النخعي والشافعي ومالك وابن المنذر. انتهى.
وما دمت لم تتحقق من إصابة بعض النجس فلا يجب عليك غسل أي شيء من بدنك ولا ملابسك، فإن حصل شك في الإصابة فيكفيك النضح بالماء، ولمزيد من التفصيل انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 50760، 94868، 64477.
والله أعلم.