الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان المكان الذي يأتيك فيه القطار مكان إقامتك ومحل سكناك، أو لم يكن كذلك ولكن أقمت فيه إقامة تقطع حكم السفر، أو كانت لك به زوجة مدخول بها وستبدأ السفر منه بمرور القطار وقت العصر، فلا يجوز لك الجمع لأن الجمع هنا من رخص السفر، والسفر لم يبدأ بعد، وما ينبغي لك فعله لأجل المحافظة على صلاة العصر وإيقاعها في وقتها على الأرض قبل ركوب القطار هو أن تتوضأ قبل دخول الوقت ثم تصلي العصر عند دخول وقتها ولو قبل الوقت المحدد للإقامة، لأن إقامة العصر تتأخر بعض الشيء، فإن لم يمكن ذلك وعاجلك القطار قبل أن تصلي أو قبل أن يدخل الوقت فصل العصر على القطار قصراً على الحالة التي تستطيع الصلاة بها إذا كان لا يتوقف كما هو المعروف ثم أعدها بعد ذلك احتياطاً لما فاتك من أركانها، وإن لم يكن المكان الذي يمر بك القطار فيه بلدك وليست مقيماً به إقامة تقطع حكم السفر وليست لك به زوجة مدخول بها، فلا مانع من الجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم، أما الجمع بين المغرب والعشاء جمع تأخير فإنه جائز إذا كان وقت المغرب يفوت في السفر، وهذا كله إذا كان السفر سفر قصر بأن كانت المسافة من آخر بنيان البلد الأول إلى أول بنيان البلد الثاني ثلاثة وثمانين كيلو أو أكثر، أما إذا كنت تصل إلى بلدك قبل دخول وقت العشاء فإنه يلزمك أن تؤدي المغرب بعد وصولك في وقتها ولا تؤخرها حتى يدخل وقت العشاء لأن السفر قد انقطع.
وقد اختلف أهل العلم في الجمع للمسافر، هل هو لمن جد به السير فقط أم يجوز له الجمع ولو في حال النزول؟ والراجح أنه يجوز له الجمع على كل حال جد به السير أم لم يجد به لحديث معاذ رضي الله عنه في صحيح مسلم قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك، فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء، حتى إذا كان يوماً أخر الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً، ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعاً. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 73160، والفتوى رقم: 51559.
والله أعلم.