الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا لم يكن لوالدك اعتراض على ترك ما يريد، وتخصصك فيما تريده فافعل ما تريده، فإن العلم الشرعي هو أفضل العلوم وأنفعها في الدنيا والآخرة، وإن لم يرض بذلك فافعل ما يريد، وللمزيد من التفصيل نقول لا شك أن طلب العلم على العموم من أشرف المهمات ومن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى، وأفضل العلوم علوم الشريعة، فإن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {المجادلة:11}، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. متفق عليه.
ولذلك فإن أفضل العلوم هي العلوم الشرعية، ولعل الله تعالى أراد الخير عندما رسبت في الطب ليعوضك ما هو خير لك منه وهو طلب العلوم الشرعية، فإذا كان والدك لا يعترض على تفرغك لطلب العلم الشرعي فهذا توفيق من الله تعالى وخير ساقه إليك، فلتقبل على طلبه باجتهاد ونية خالصة لله تعالى، وإذا لم يكن والدك يرضى بذلك فأطع والدك إن رأيت أنك ستفلح في دراسة الطب وأخلص النية واقصد به نفع المسلمين فستكون دراستك حينئذ له عبادة، وإن رأيت أنك لن تستطيع دراسة الطب فبين ذلك لوالدك عسى أن يوافق على ما تريد، واعلم أن طاعة الوالدين في المعروف واجبة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رضى الله في رضى الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين. أخرجه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم.
وعليك أن تواصل بموازاة ذلك دراسة ما تلزمك معرفته من العلوم الشرعية، وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتوى رقم: 58231، والفتوى رقم: 6759 وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.