الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المني هو ما يخرج غالباً بلذة ويعقبه الارتخاء، وبالنسبة للمرأة يكون أصفر وقد يكون أبيض أيضاً، وعليه فما تجده السائلة عند الممارسة المذكورة مصاحباً للرعشة والارتخاء بعد ذلك فالظاهر أنه مني يجب عليها بسببه الغسل، وإليك التفصيل في ذلك من كلام الفقهاء.
قال النووي في المجموع في الفقه الشافعي: وأما مني المرأة فأصفر رقيق، قال المتولي: وقد يبيض لفضل قوتها، قال إمام الحرمين والغزالي: ولا خاصية له إلا التلذذ وفتور شهوتها عقيب خروجه ولا يعرف إلا بذلك، وقال الروياني: رائحته كرائحة مني الرجل فعلى هذا له خاصيتان... إلى أن قال: وأما المذي فهو ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند شهوة لا بشهوة ولا دفق ولا يعقبه فتور، وربما لا يحس بخروجه، ويشترك الرجل والمرأة فيه، قال إمام الحرمين... وهو أغلب فيهن من الرجال. انتهى بتصرف يسير.
ومن جهة أخرى فلتعلمي أن ممارسة العادة السرية أمر محرم شرعاً واعتداء وتعد لما أحل الله تعالى، قال الله تعالى في وصف المؤمنين المفلحين: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-6-7}، فبين الله تعالى أن من صفات المؤمنين المفلحين حفظهم لفروجهم إلا على زوجاتهم أو ما ملكت أيمانهم، وأن من لم يحفظ فرجه عما سوى ذلك فقد اعتدى وهو ملوم عند الله تعالى، فلذلك يحرم على كل مسلم ومسلمة فعل هذه العادة الخبيثة الضارة، ومن فعل ذلك فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، أما ما يتعلق بمرض الرحم والقدرة على الإنجاب أو عدمه فيسأل عنه أهل الاختصاص، وللمزيد من الفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 80856، والفتوى رقم: 3239.
والله أعلم.