الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل المولى تعالى أن يزيدك حرصا على الخير، وأن يرزقنا وإياك الاستقامة والثبات على الحق.
ولعلك لا يخفى عليك ما للأم من منزلة عظيمة، ومن حق عظيم على أولادها، فالواجب برها والإحسان إليها، ولا تجوز الإساءة أو الصراخ في وجهها مهما صدر عنها من إساءة أو تقصير، وبهذا تعلمين أنك قد أخطأت بتلك التصرفات معها، فالواجب عليك التوبة، وانظري الفتوى رقم: 2124، ولا يعني ذلك ترك نصحها وكفها عن ظلم الآخرين، ولكن ليكن ذلك بالحكمة واللين والرفق، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه. رواه مسلم، وانظري الفتوى رقم: 7947، والفتوى رقم: 65179، وأما أمر المحبة القلبية تجاه أمك فهو وإن كان أمرا لا تملكينه ولست مؤاخذة بذلك إلا أنه ينبغي أن تسعي في أسباب حصولها، ولعلك إن سألت الله عز وجل أن يوجد بينكما هذه المودة والمحبة أن يوفق إليها، وذلك على الله يسير.
ثم إنك قد ذكرت أن أمك قد تتأثر أحيانا بسماع بعض المحاضرات وهذا يدل على أن فيها خيرا، فما يمنعك من استغلال هذه الوسيلة وأمثالها لإصلاحها مع الاستعانة بدعاء الله عز وجل أن يصلح شأنها.
وأما كونك قد تعاقبين من أبنائك بمثل ما فعلت مع أمك فليس ذلك بلازم، فلا تشغلي نفسك بالتفكير فيه، فالمهم أن تتوبي إلى الله وأن تحسني تعاملك مع أمك فيما يستقبل.
والله أعلم.