الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا لم يمكن الجمع بين صلاة التراويح ومتابعة الدروس فإن حضور التراويح أفضل، بل إن بعض السلف الصالح كان إذا دخل رمضان ترك تعليم العلم وتفرغ لقراءة القرآن وعبادة الله تعالى، علما بأن جواز حضور النساء التراويح في المساجد مشروط بأمن الفتنة، وأن تكون من تحضر منهن إلى المسجد متسترة متحجبة غير متبرجة ولا متطيبة ولا مبدية لزينة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله. متفق عليه، ولأنه من عمل السلف رضوان الله عليهم. وصلاة المرأة في بيتها أفضل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وبيوتهن خير لهن. رواه أبو داود. والسنة للنساء أن يتأخرن عن الرجال ويبعدن عنهم ويبدأن بالصف المؤخر، لما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها. وينصرفن عن المسجد فور تسليم الإمام ولا يتأخرن إلا لعذر، لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم حين يقوم من تسليمه يمكث في مقامه يسيراً قبل أن يقوم، قالت: نرى -والله أعلم- أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال. رواه البخاري.
والله أعلم.