الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على ما قمت به وتقومين به من السعي لإصلاح ذات البين فإن هذا من أعظم القربات، وفيه ما فيه من الفضل وعظيم الأجر، وانظري الفتوى رقم: 50300.
فإن ثبت فعلاً ما ذكرت من أن هذه الفتاة هاجرة لوالديها رافضة للصلح معهما -ولم يكن لها مسوغ في ذلك- فهي آثمة وعاقة لوالديها، فالواجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى، فإن حق الوالدين عظيم، وعقوقهما ذنب كبير، وتراجع الفتوى رقم: 17754.
ولا حرج عليك -إن شاء الله- في الاستمرار في العلاقة معها وذلك بقصد دعوتها ونصحها، وينبغي أن لا تيأسي في سبيل إقناعها، واستعيني في ذلك بكل من ترجين أن يكون قوله مقبولاً عندها، وبكل وسيلة قد تعينك في إصلاحها، وراجعي الفتوى رقم: 19478، وإن لم تجد تلك المساعي فينبغي أن تهجريها إن رجوت أن يكون الهجر رادعاً لها، وانظري ذلك في الفتوى رقم: 25079.
والأولى أن لا تخبري أهلها برفضها الإصلاح، فإن هذا يعيق سبيل الإصلاح، وإذا سألك أهلها فيمكنك التورية في الكلام وعدم التصريح برفضها، وبقي النظر فيما إذا كان هذا الزواج قد تم بغير إذن وليها، فإن كان الأمر كذلك فهو نكاح باطل يجب فسخه ما لم يكن قد حكم به حاكم فإنه حينئذ يمضي، كما هو مبين في الفتوى رقم: 47816.
والله أعلم.