الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر من معطيات السؤال أن الخطأ كان منك؛ ولذلك فإن عليك ديتين وكفارتين.
أما الديتان فهما على العاقلة (وهي أقارب الجاني كإخوته وأعمامه)، ويجب أن تسلما إلى أهل القتيلين إلا أن يعفوا عنهما.
والكفارة الواحدة هي المذكورة في قول الله تعالى .. وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً {النساء:92}
ونظرا لتعذر وجود الرقبة فإن عليك الصيام المذكور في الآية الكريمة.
وما دمت قد صمت شهرين متتا بعين فقد بقي عليك صوم شهرين متتابعين أيضا عن الميت الثاني.
وأما ما تصدقت به عن القتيلين فإنه لا يجزئ عن الدية ولا تسقط بقدم الزمن ولا عدم معرفة أهلهما، فوسائل البحث والاتصال أصبحت متوفرة وسهلة وسجلات الحوادث وغيرها تكون محفوظة غالباً وفيها جميع البيانات.. فعليك أن تبحث عن أهلهما فإذا وجدتهم ولم يصدر منهم عفو عن الدية فإن عليك أن تجمعها على أهل عاقلتك وتدفعها إليهم .
وأما إذا لم تجدهم فتصدق بها عنهم..
وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى: 6821.
هذا، ونسأل الله تعالى أن يعفو عنك ويتوب عليك، ويعينك ويجزيك خيرا على حرصك على براءة ذمتك.
والله أعلم.