خلاصة الفتوى:
الأم العاصية يجب برها وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر بأسلوب لطيف لا ينافي البر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت السائلة أن عصيان الأم لا يمنع من برها بل يبقى البر والإحسان إليها واجباً على الأبناء، كما يجب عليهم أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، ولكن بأسلوب لطيف يليق بمقام الأمومة، وقد ذكرت في سؤالك أنكم قمتم بذلك والحمد لله، وكان الأولى بكم حين رأيتم أنها مصرة على غيها أن تسلطوا عليها من يردها أو يذكرها بالله من بطانة أهلها أو من صديقاتها أو من النساء الداعيات الصالحات، أما ادعاء المرض أو الهلوسة والجنون فلا ينبغي ولا يفيد شيئاً، والذي نراه أنه لا إثم عليكم في عدم إخباركم أباكم بحقيقة ما تفعله أمكم لما ذكرتم من شدته ومن ضربه لها، فالمتوقع والحالة هذه أن يزداد الأمر سوءا وتعقيداً.
وأما الآن فقد ذكرت أن أمك أقلعت عما كانت تفعل فاحمدن الله على ذلك وتناسوا الماضي، ولتكن نظرتكن للحياة أنها مزرعة للطاعات، فأقبلن على طاعة الله، فإن السعادة كل السعادة في طاعته سبحانه؛ وتجملن بالأدب والخلق الحسن، وما أحسن ما قال القائل:
كن ابن من شئت واكتسب أدباً * يغنيك محموده عن النسب
وإذا فعلتن ذلك تكتسبن إن شاء الله تعالى الثقة التي تنشدنها في أنفسكن ويثق الناس بكن.
والله أعلم.