خلاصة الفتوى:
طاعة الوالدين واجبة في المعروف ومن ذلك طاعتهما في ترك الزواج من امرأة بعينها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالله تعالى قد أمر بالبر بالوالدين والإحسان إليهما حيث قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا {الأحقاف:15}، وقال تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}، وبناء عليه فإذا كان والداك أو أحدهما يرفض الزواج من تلك الفتاة بعينها ويأمرك بالبحث عن غيرها فتجب طاعته، وننصحك بألا تعلق نفسك بها، وتبحث عن غيرها، فالنساء سواها كثير، واحرص على بر والديك، ففي ذلك خير كثير، وابتعد عما يسخطهما فالعقوق محرم وكبيرة من كبائر الذنوب، والغالب على الوالدين البحث عن مصلحة الابن والشفقة عليه.
مع التنبيه على أنه لا تلزمك طاعتهما إذا أمراك بالزواج ممن لا ترغب فيها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد فلا يكون عاقاً كأكل ما لا يريد.
وينبغي للوالدين إعانة الأبناء على البرور والطاعة، ويحسنا استخدام ذلك ويبتعدا عن أمر الأبناء بما يشق عليهم أو يحملهم على العقوق، وراجع الفتوى رقم: 96131، والفتوى رقم: 20319.
ولا يجوز لأهلك تشويه سمعة تلك الفتاة ولا تشويه عرضها، فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، وراجع الفتوى رقم: 95762.
والله أعلم.