الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي فهمناه من سؤالك أن المقصود بالتربص هو ملازمة هذه الفتاة لخبير المحاسبة، وأن هذا الأمر قد يقتضي خلوته بها ونحو ذلك مما قد لا تحمد عقباه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. رواه أحمد.
فإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز لها مثل هذا التربص، وعليها أن تجتهد في القيام به مع امرأة متخصصة في هذا المجال أو في مكان لا تحصل فيه خلوة، فإن لم يمكنها فعل هذا أو ذاك فلا يجوز لها الاستمرار فيه إلا لضرورة، والواجب عليها حينئذ الحذر من أن يخلو بها هذا الرجل، وأن تصون نفسها عن كل ما قد يوقعها في الفتنة.
وأما زواجك منها.. فإن كان بقاؤها في العمل مع هذا الرجل لضرورة فلا نرى لك الإعراض عنه ما دامت هذه الفتاة على ما ذكرت من دينها وحيائها والتزامها بالحجاب، والواجب عليك دفع أي شكوك حولها لا تنبني على أساس صحيح، هذا مع العلم بأن الخطبة مجرد مواعدة فيجوز لكل من الطرفين فسخها، وإن كان الأولى عدم فسخها لغير مسوغ شرعي، وراجع الفتوى رقم: 57601.
وأما إن كان بقاؤها في هذا العمل لغير ضرورة فلا شك أن ذلك يقدح في دينها، وعندئذ فغيرها من ذوات الدين قد يكون خيراً منها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري.
والله أعلم.