الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن راتب الزوجة وجميع ممتلكاتها ملك خاص بها، ولا يجوز للزوج أخذ شيء من مالها إلا برضاها وطيب نفسها.
والزوجة لا تتحمل شرعا شيئا من النفقات، بل المسؤولية المالية كلها من نفقة وكسوة وسكنى هي من مسؤولية الزوج وحده مهما كان غنى زوجته وكثرة مالها. ومع ذلك فلا شك أن مساعدة الزوج في هذه الأمور والتعاون بين الزوجين في الأمور المالية وغيرها من أهم ما يوثق عرى الألفة والمحبة واستمرار الحياة الزوجية بينهما دون مشاكل.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه من المقرر شرعا أن الهبة تملك بالقبض والحيازة.
وبما أن زوجك -أيتها السائلة الكريمة- قد قبض وحاز ما كتبته باسمه فإنه بذلك يكون ملكا له، وليس ملزما بأن يرد لك منه شيئا، وإن كان الأولى أن يراعي جميل معروفك.
وعلى أية حال، فإننا ننصح السائلة الكريمة بأن تتفاهم مع زوجها في هذه الأمور، وذلك من باب حسن المعاشرة.
وننصح الزوج أيضا بأن يحسن معاملة زوجته، ويراعي نفسيتها واحتياجها، فالله تعالى يقول: وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {البقرة: 237}.
فلا ينبغي أن تفكري في عدم مسامحته، ولا في أن تحبي له الضرر يوم القيامة، كما أنه لا ينبغي أن يفكر هو في حرمانك من معروفه لسبب احتمال موتك قبل أمك وإرثها مما تتركينه، فإن التفكير في أي شيء من ذلك ينافي الفضل المأمور به.
والله أعلم.