خلاصة الفتوى:
لا يجوز لك أن تتنازل عن الوصاية على ابنتك، وكذلك لا يجوز تركها في حضانة أمها الكافرة، والبنت إذا لم تكن قد بلغت فهي مسلمة لكونها تبعا لك في الدين، وعليك أن تحرص كل الحرص على هدايتها وتعليمها آداب الإسلام وأحكامه بكافة الطرق المتاحة لديك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لك أخي السائل أن تتنازل عن الوصاية على ابنتك، بل لا يجوز لك أخي السائل أن تترك ابنتك في حضانة تلك المرأة الكافرة، ففي المغني لابن قدامة قال رحمه الله: ولنا أنها ولاية فلا تثبت لكافر على مسلم كولاية النكاح والمال، ولأنها إذا لم تثبت للفاسق فالكافر أولى، فإن ضرره أكثر فإنه يفتنه عن دينه ويخرجه عن الإسلام بتعليمه الكفر وتزيينه له وتربيته عليه، وهذا أعظم الضرر، والحضانة إنما تثبت لحظ الولد فلا تشرع على وجه يكون فيه هلاكه وهلاك دينه. انتهى.
وهذا الذي ذكره الإمام ابن قدامة رحمه الله هو عين ما أصابك كما ذكرت في سؤالك، وعليه فيجب عليك أن تبذل وسعك في انتزاع ابنتك من تلك المرأة، واعلم أن ابنتك إذا كانت لم تبلغ فهي مسلمة لأن الولد يتبع خير الأبوين دينا كما سبق بيانه في الفتوى رقم:97794، وعليه فإنه يجب عليك وجوبا مؤكدا أن تحرص على هداية ابنتك، وان تبعد عنها شبح التنصير الذي تحرص أمها كل الحرص على إلصاقه بها، وعليك أن تستنفذ كافة الطرق المتاحة لديك ولا تمل أبدا، ومن أهم الطرق أن تسعى في إبعادها عن تلك البيئة الموبوءة التي تعيش فيها فإن البيئة لها أثر عظيم في هداية الإنسان بإذن الله تعالى.
والله أعلم.