الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنوصيك أخي السائل أنت وإخوتك بالصبر على ما تلقونه من أذى من زوجة أبيكم والإحسان إليها لما في ذلك من بر بأبيكم، ولأن الإحسان قد يذهب العداوة ويقلبها إلى محبة ومودة، فقد قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34} ولا يحملنكم ما يحدث لكم على التقصير في دراستكم أو في أداء واجباتكم خصوصا واجب البر بأبيكم والإحسان إليه، وكذلك أمكم فننصحها أن تتحلى بالصبر وألا تقصر فيما عليها من حقوق تجاه والدكم، وحيث إنه ليس هناك دليل قاطع يدل على أن امرأة أبيكم قد سحرت له فلا يجوز لكم أن تسيئوا الظن بها أو تتهموها بغير بينة، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12} ومع ذلك فلا بأس أن تحاولوا إقناع والدكم بطريقة أو أخرى بأن يرتقي الرقية الشرعية خصوصا أنها لن تضره أبدا إن شاء الله، بل قد تنفعه، وننصحكم بقراءة سورة البقرة أو الاستماع إليها عن طريق شريط مسجل أو نحوه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. والبطلة هم السحرة. والحديث رواه مسلم وغيره. من رواية أبي أمامة الباهلي. ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 76545.
والله أعلم.