خلاصة الفتوى:
مقاطعة الوالدين حرام وهي من أشد أنواع قطع الرحم إثما، وليس لكن أن تتركوا الإحسان إليهما إذا كان الإحسان إلى أحدهما يسخط الآخر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقراركم أيها السائلة غير صحيح، فقطع الوالدين عقوق وقطع للرحم، بل هو أشد أنواع قطع الرحم حرمة وإثما لأن حق الوالدين كما لا يخفى عظيم، وهذا الحق لازم لهما وإن كانا كافرين كما قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً {لقمان:15} فكيف به وهما مسلمان، ولا تظن أن مقاطعتكم لهما ستحل الأمر بل قد تزيده تعقيدا، وإن كان الإحسان إلى أحدهما يسخط الآخر فلا يمنعكما ذلك من الإحسان إليهما كليهما، ولكما أن تحسنا إلى كل منهما ما استطعتما دون إعلام الآخر بذلك ولو اضطررتم إلى التعريض، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها:22420، 35313، 25629، ونوصيكم بأن تنصحوا والديكم بطريقة لينة تناسب مقامهاما، ولو أمكنكم أن تسلطوا عليهما من له تأثير ليحاول الإصلاح وإعادة المياه إلى مجاريها فذلك حسن، ولا تملوا من ذلك أبدا، فلعلكم توافقون ساعة لين أو رقة من أحدهما، فيرجع ويقلع ويتنازل.
والله أعلم.