الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إدخال الكلاب إلى البيوت ومشاركتها لأهلها في المعيشة من العادات الدخيلة على المسلمين من قبل أعدائهم والمنافية للأحكام الشرعية التي حثت على البعد عن النجاسات والتنزه عنها، فاقتناء الكلاب لغير حاجة لا يجوز، لما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اتخذ كلباً إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط. وقاس جمهور العلماء كلب حراسة الدور ونحوها على كلب الصيد وكلب الماشية، لكن بشرط الاحتياج إلى ذلك.
فإن احتيج إلى تربية كلب للحراسة من اللصوص أو الأعداء أو نحو ذلك فلا حرج، لكن يجب أن يكون في مكان بعيد عن أثاث وحاجات أهل البيت، لأن الكلب نجس العين، وإذا ولغ في إناء لزم غسله سبع مرات إحداهن بالتراب.
وأما عن الصلاة في المحل الموجود فيه كلب، فإنها تصح في الأرض التي لم يصبها شيء من نجاسة الكلب، وأما إن كان الأرض قد أصابها شيء من نجاسته فلا تصح الصلاة فيها حتى تطهر، وسبق في الفتوى رقم: 72089، بيان ما تطهر به الأرض من نجاسة الكلب.
أما الصوم وقراءة القرآن فلا يشترط فيهما طهارة المكان، ولا ننصحك بترك البيت، وإنما بنصح زوجك وأهله وبيان الحكم الشرعي لهم، ويمكنك منع الكلب من دخول غرفتك التي تصلين فيها وتقرئين القرآن، وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.