الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته من حال هذا الشخص وأنه يتذكر أخطاء الآخرين نحوه، ويتصيد لهم الأخطاء، مع أنه قد يكون قد صدر منه أخطاء مثلها، وينسى أياديهم عليه، ويتلذذ بإشعار الآخرين بالذنب تجاهه... تعتبر كلها صفات منافية للإنصاف والعدل والأخلاق الحميدة.
ولو انعكس الحال بالنسبة له، بأن نسي إحسانه على الناس وتذكر إحسانهم عليهم، ونسي أخطاءهم وتذكر خطأه وقابلهم بنقيض ما يقابلونه من ظلم وحرمان وقطيعة، لوافق ما دعا إليه الشرع الحنيف، فقد قال الله تعالى في صفات أولي الألباب: وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ {الرعد:22}، وقال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ {المؤمنون:96}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة: تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك. رواه البيهقي وغيره.
والله أعلم.