الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحمد الله تعالى أن منّ بالهداية على الأخ السائل، وجعله ممن يحمل هم الصلاة التي هي عماد الدين، كما نسأله تعالى أن يوفقنا وإياه ويرزقنا الثبات على الحق، ثم إن اختياره الاهتمام بالصلاة والحث عليها وعلى أدائها جماعة والدعوة إلى ذلك اختيار صحيح موفق لأن الصلاة هي أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، ومع ذلك فينبغي أن يكون المسلم مهتماً بالدين كله حسب استطاعته تعلما وتعليماً ودعوة ونصيحة للمسلمين مع مراعاة الإخلاص لله تعالى في جميع ذلك فإن الطاعة لا تستقيم إلا به.
ثم إن ما ذكر في السؤال مما يتعلق بأحكام الصلاة في الجماعة منه ما هو صحيح ومنه ما ليس بصحيح، فمما يلاحظ عليه القول بأن الصلاة في المسجد شرط إلا لعذر، والصواب أن الصلاة في جماعة واجبة، وصلاة الجماعة في المسجد أفضل من صلاة الجماعة في غيره، والجماعة في غيره أفضل من الانفراد.
ومن صلى في جماعة في غير المسجد صحت صلاته ولا إثم عليه على مذهب أكثر أهل العلم، لأنه حصل فضل الجماعة المطلوب، وكذلك القول بأن من تخلف عن الجماعة لعذر معتبر شرعاً كالخوف على المال ونحوه يعتبر آثماً إن ظل على ذلك، والصواب أنه لا يأثم ما دام العذر باقياً، وإذا زال العذر أثم بتخلفه عنها ولو صلاة واحدة بناء على القول بوجوب الصلاة في الجماعة وهو الراجح.
ثم إن أغلب هذه المسائل المشار إليها في السؤال محل خلاف بين أهل العلم، ولبيان حكم صلاة الجماعة في المسجد يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 31578، 6276، 677.
هذا ونؤكد الوصية للأخ الكريم أن يجتهد في طلب العلم الشرعي، ويسلك في ذلك الطريق الصحيح المؤدي إليه، وقد بيناها في فتاوى سابقة منها: 4131، والفتوى رقم: 4378. أما الطريقة التي ذكر أنه يسلكها الآن فليست هي الطريقة المثلى.
والله أعلم.