الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته أختي السائلة من اضطرابات ومشاكل مع زوجك كثيرا ما تحدث بين الأزواج وخاصة بين العاقدين، وقد ذكرت أنه طيب وحنون وأنه يحبك كثيرا، ونرجو أن تستقيم الأمور بإذن الله بعد دخولكما عش الزوجية سويا وانتهاء الضغوطات الخارجية حيث إنه سيشعر أن له كامل الحرية في التعامل مع زوجته دون رقيب أو حسيب عليه من طرف الأهل، ولذلك فإننا ننصحك بالصبر حتى تمر هذه المرحلة بسلام.
ولا يفوتنا أن نهنئك على ما من الله به عليك من حلم وصبر وحسن تدارك للأمور ودعاءك لزوجك بالهداية وتشجيعك له على فعل الخير، وندعوك إلى بذل الزيادة من النصح والدعاء والتحمل حتى يعظم أجرك عند الله تبارك وتعالى يقول الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10}
كما لا يخفى عليك أن طلب المرأة الطلاق من زوجها دون سبب وجيه يحرم عليها رائحة الجنة، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أبو داود والترمذي.
وأما بالنسبة لجلوسك معه بمفردك وخروجك معه فهذا أمر لا بأس به ولكن يستحسن مراعاة العرف في ذلك، ولذلك فإننا ننصحك بان تحاولي التقريب بين وجهات نظر زوجك ووالدتك بحكمة، وأن تتفاهمي مع والدتك على أمر وسط بحيث يتيح له أن يجلس معك ويراك ويأنس بقربك منه، ويزيح عن نفسه بعض الهموم التي يحملها والضغط النفسي الذي يقاسيه، وحاولي أن تطمئني والدتك بأنك سوف تراعين العادات والتقاليد وأنك ستكونين كفيلة بالحفاظ على نفسك حتى تصلي إلى بيت زوجك سالمة سعيدة موفقة بإذن الله تعالى، علما بأن من حقك أن تمتنعي منه إلى أن يدفع لك المهر الحال.
والله أعلم.