الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد قد وردت بطرق متعددة، منها الموضوع والمنكر والضعيف جداً والضعيف، ولم نقف على صحة أي واحد منها، فمن الأحاديث الموضوعة ما أورده الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة ولفظه: خيار أمتي في كل قرن خمسمائة، والأبدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون، كلما مات رجل أبدل الله عز وجل من الخمسمائة مكانه وأدخل من الأربعين مكانه، قالوا: يا رسول الله دلنا على أعمالهم، قال: يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويتواسون فيما آتاهم الله عز وجل.
وقال ابن القيم في المنار المنيف: ومن ذلك أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقرب ما فيها: لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم البدلاء، كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلا آخر. ذكره أحمد، ولا يصح أيضاً فإنه منقطع.
وجاء في كتاب أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب: أحاديث الأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد لم يصح منها شيء... ثم إن منازل الناس عند الله تعالى هي من الأمور الغيبية، ولا يجوز الكلام فيها إلا بنص من الشارع، ومعلوم أن الرسل هم أفضل البشر، وأن قرن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو خير القرون ثم القرن الموالي له ثم القرن الموالي.
والله أعلم.