خلاصة الفتوى: كل شيء بقضاء وقدر ولحكمة يعلمها سبحانه فلا تتسخطي على الله عز وجل بما قدر عليك، وارضي فإن الخير فيما اختاره سبحانه وتعالى.
فليس هناك شيء يحدث في هذا الكون إلا بقدر الله عز وجل، قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49} وقال سبحانه: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {القصص:68}، وقال عز وجل: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {الأنبياء:23} .
فالخلق خلقه يتصرف فيه كيف يشاء، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، يبتلي بالصحة والمرض، ويبتلي بالغنى والفقر، ويبتلي بالأولاد وبالعقم، ويبتلي بالزواج والعنوسة، قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}.
والحكمة من ذلك هي كما قال: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا {الملك:2}، فارضي بما قسم لك، فإن من رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط، ولا تحزني فالله سبحانه يقول: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، ويقول سبحانه: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19} .
واعلمي أن الله سبحانه فيه عوض عما فات، وإن فاتك شيء في الدنيا فلن بفوتك في الأخرى إن صبرت واحتسبت.
ولا يعني هذا ترك الأخذ بالأسباب بل الأخذ بها مأمور ولا يتنافى مع الرضا بالقضاء، فاعرضي نفسك على من ترين فيه الأهلية لذلك، وراجعي الفتوى رقم: 7682.
وننصحك بقراءة كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني.
نسأل الله عز وجل أن يعوضك في الدنيا وييسر أمرك ويجزل لك الأجر في الآخرة، وتيقني أن المقدر سيكون لا محالة، وكونك لم تتزوجي الرجل الذي تقدم لك فلأن الله تعالى لم يقدر ذلك ولن يكون إلا ما قدره الله.
والله أعلم .