الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا طرف من حديث رواه مسلم والنسائي وغيرهما عن عائشة في قصة خروج النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من بيتها فتتبعته إلى البقيع ثم سبقته في طريق عودته إلى البيت، فلما أخبرته بما فعلت قال لها بعد ما لهدها في صدرها لهدة أوجعتها: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله. قال السندي في شرح سنن النسائي: فلهدني بالدال المهملة من اللهد وهو الدفع الشديد في الصدر، وهذا كان تأديبا لها من سوء الظن. أن يحيف الله عليك ورسوله من الحيف بمعنى الجور أي بأن يدخل الرسول في نوبتك على غيرك، وذكر الله لتعظيم الرسول والدلالة على أن الرسول لا يمكن أن يفعل بدون إذن من الله تعالى، فلو كان منه جور لكان بإذن الله تعالى له، وهذا غير ممكن. انتهى.
والله أعلم.