خلاصة الفتوى: ننصحك بالوفاء بعهدك لهذا الخطيب ما دام بالمواصفات التي ذكرت وأجمع عليها كل من سئل عنه.
فإن ما قام به والدك من تحري الخطيب المناسب الذي تتوفر فيه الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة هو الصواب المناسب لحالك والموافق لشرع الله تعالى فقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم- "إذا خطب إليكم من ترضو ن دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض". رواه الترمذي غيره وحسنه الألباني.
فلا ينبغي رد الخاطب لمجرد قلة ذات اليد ما دام يتصف بالمواصفات المطلوبة شرعا وطبعا فالنكاح من أسباب الغنى وجلب الرزق كما قال الله تعالى "وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور: 32}."
ولا تنسي أن الوفاء بالوعد مطلوب شرعا وإخلافه مذموم جدا، فما دمت قد أعطيت لفظك لهذا الرجل ووافق عليه أهلك فلا نرى من المناسب تركه وعدم الوفاء له لما ذكرت من أسباب لا تبرر فسخ هذه الخطبة.
والتعهد بالزواج من أهم ما ينبغي الوفاء به ولهذا حرم الإسلام خطبة امرأة ركنت لخاطب.
وبإمكانك أن تتجنبي المخاوف التي أشرت إليها فإذا لم ترضي بالسكنى مع أهله فيمكنك أن تشترطي عليه عدم السكنى معهم، ومن حقك عليه أن يوفر لك السكن المناسب.
هذا، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه ويرشدك إلى ما فيه الخير.
وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتوى:33101، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.