الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه نريد أولا أن ننبهك إلى أن المعروف عادة أن الرسوم التي يأخذها العمال في أي مؤسسة لا بد أن يستلم عنها الدافع وصلا يفيد أنه دفع تلك الرسوم، وأخذ هذا الوصل من العامل هو الذي يضمن وصول تلك الرسوم إلى ما أريد منها.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فإذا تحققت أن الممرض يأخذ المال لحسابه الخاص ولا يودعه في محل إيداعه، فإن هذا يعد من المنكر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
فعليك -حينئذ- بنصحه ونهيه عن ذلك المنكر وتذكيره بالله واليوم الآخر.
أما الإخبار بما يفعله هذا الموظف أو السكوت عنه، فإن ذلك راجع إلى نتيجة النصح، فإن غلب على ظنك أنه انتهى بعد نصحه فذاك، وإن لم ينته فيهدد برفع أمره للمسؤولين، فإن لم ينته فلا حرج عليك في رفع أمره إلى المسؤولين، ولو أدى ذلك إلى قطع رزقه من تلك الوظيفة، وليس في ذلك شيء لأنه هو الذي فعله بنفسه.
والله أعلم.