الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما عن حكم العمل في مقهى انترنت فسبق بيانه في الفتوى رقم:34434، وأما عن موقفك من نظر والدك ومعاكسته للنساء فننصحك بنصح والدك بالحكمة والموعظة الحسنة، والتوجه إلى الله تعالى بالدعاء له بصلاح حاله، فهذا من بره. وننبهك إلى أن بر والدك من أوجب الواجبات التي لا تسقط بشيء من المعاصي ولو بالكفر والعياذ بالله فقد قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً {لقمان:15} فإياك والظن بأن ارتكابه المعصية أو معاص يسقط حقه في البر أو يبيح عقوقه. والذي دفعنا لهذا التنبيه هو عدم تأدبك في الكلام عنه في السؤال حين قلت: طبعه السيء، وأما قولك أكره فيه فلا بأس إذا كان المكروه هو الفعل المحرم وليس الوالد.
وإننا لننصح هذا الأب بترك ما هو عليه قبل أن يفجأه الموت: قال تعالى: وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ {الزمر 54-55} ولمعرفة التوبة بشروطها وما يعين عليها راجعي الفتاوى التالية أرقامها:5450، 19812، 17998.
والله أعلم.