خلاصة الفتوى: إن كان الرجل كفؤا وتقدم لخطبتك فيجب على أبيك قبوله فإن أبى فلك رفع أمرك إلى غيره كالقاضي ونحوه ليلزمه أو يتولى هو ذلك بنفسه، وأما الرجل فإما أن يخطبك خطبة شرعية ويعقد عليك إن كان صادقا وإلا فهو رجل سوء وطالب حرام يجب البعد عنه والتوبة مما كان منك معه من حديث أو غيره .
فقد سألت عن أمرين أولهما أن والدك يجب عليه قبول من يتقدم لخطبتك إن كان كفؤا ورضيت به ولا اعتبار لفارق السن أو غيره إن كان مرضيا في دينه وخلقه لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
فإن أبى الولي وكان الخاطب كفؤا فيجوز رفع الأمر إلى غيره كما هو مبين في الفتويين: 3804، 30756.
وأما المسألة الثانية وهي كيفية إقناع الرجل فهي ليست إليك بل يجب عليك أن تقطعي علاقتك به وحديثك معه فإن كان صادقا في دعواه فليأت الباب من بابه ويخطبك خطبة شرعية من أبيك وولي أمرك ويسلك السبل الشرعية في ذلك.
وأما إن كان طالب حرام ويغريك بمعسول الكلام ليحصل على غرضه منك وهي شيمة الكثيرين ممن لا يخافون الله تعالى، فهذا لا خير فيه وعليك الحذر من الاستمرار في التواصل معه.
فتوبي إلى الله تعالى مما كان واسأليه أن يرزقك من ذوي الخلق والدين من تسعدين معه وتقرين به عينا في الدنيا والآخرة.
وننبهك على أنه يجب عليك بر أبيك مهما كان من ظلمه وقسوته لكن يجوز نصحه وتذكيره بأسلوب هين لين لا جفاء فيه ولا جدال.
وللفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3459، 5707، 9360، 1753.
والله أعلم.