خلاصة الفتوى: الزوج مسؤول أمام الله تعالى عن زوجته وأولاده، ولا يجوز له أن يقصر في حقهم بحجة الاهتمام بأهله، فإن لكل حقا، وعليه أن يعطي كل ذي حق حقه، وما يفعله هذا الزوج تقصير، وينبغي للزوجة الصبر على زوجها والقيام بحقه ونصحه والدعاء له.
فما ذكرته هذه الأخت من حال زوجها معها تقصير كبير وظلم وتفريط فيما أوجب الله عليهم وأوجب عليه القيام على مصالحهم وحاجتهم وحفظ حقوقهم. قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6} وفي الحديث: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته. رواه البخاري.
وليعلم أن الاشتغال بمصالح الزوجة والعيال بمنزلة الجهاد في سبيل الله، وفي الحديث: ما أنفق الرجل على أهله فهو صدقة، وإن الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى في امرأته.
ولا يجوز له أن يقصر في ما يجب عليه من حق زوجته وولده بحجة الاهتمام بأهله، فإن لكل حقا، وعليه أن يعطي كل ذي حق حقه، وفي الحديث: إن لأهلك عليك حقا... رواه أبو داود.
لكن لتعلم الزوجة أن المرأة تنال بصبرها على زوجها أجرا عظيما وثوابا كريما، كما يجب عليها تجاه ولدها الذي لا يصلي أن تتابع نصحه وتبين له ما يترتب على المحافظة على الصلاة من الثواب عند الله تعالى، وما يترتب على تركها من العقاب لعل الله يهديه، وإن بره لوالده أمر واجب عليه، ولا يسقطه تفريط الوالد أو تقصيره في حقوق الأبناء. ولتعلم هذه الزوجة أن مجرد تفضيل هذا الزوج لأهله ليس ظلما إذا كان يؤدي ما يجب عليه من النفقة لزوجته وكذا لولده الصغير الذي تلزمه نفقته.
والله أعلم.