الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث يشتمل على الترغيب في المحافظة على صلاة العصر والصبح، فوقت صلاة الصبح وقت لذة النوم فالقيام حينئذ أشق على النفس، كما أن وقت صلاة العصر وقت اشتغال بالأعمال الدنيوية كالتجارة مثلا فمن حافظ عليهما مع ما فيهما من المشقة كان لسواها من الأوامر والنواهي أحفظ، ولهذا وعد بالسلامة من النار، فهذا هو الغالب إذا فيمن حافظ على هذه الصلوت، فإن كان صاحب كبيرة فأمره إلى الله تعالى، قال العلامة المناوي في فيض القدير:
لن يلج النار أي نار جهنم أحد من أهل القبلة صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعني الفجر والعصر كما في مسلم قال الطيبي: لن لتأكيد النفي وتقريره في المستقبل وفيه دليل على أن الورود في {وإن منكم إلا واردها} ليس بمعنى الدخول وهذا أبلغ من لو قيل يدخل الجنة وخص الصلاتين لأن وقت الصبح وقت لذة الكرى فالقيام أشق على النفس منه في غيره والعصر وقت قوة الاشتغال بالتجارة فما يتلهى عن ذلك إلا من كمل دينه ولأن الوقتين مشهودان تشهدهما ملائكة الليل والنهار وترفع فيهما الأعمال فإذا حافظ عليهما مع ما فيهما من التثاقل والتشاغل فمحافظته على غيرهما أشد وما عسى أن يقع منه تفريط فبالحرى أن يقع مكفرا فلن يلج النار. انتهى
والله أعلم.