الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لأبيكم أن يعاملكم بقسوة أو يظلمكم سيما إذا كان ملتزماً حافظاً لكتاب الله، لكن إن فعل ذلك فلا يسقط بره، وما دام غنياً فلا تجب نفقته، لكن ينبغي صلته بالمال بما لا يضركم إرضاء لخاطره، ولكم في ذلك الأجر والمثوبة عند الله تعالى، وانظري الفتوى رقم: 23716، والفتوى رقم: 1249.
وأما نفقة أمكم فهي عليه وهل عليه علاجها أم لا؟ في ذلك خلاف بين أهل العلم بيناه في الفتوى رقم: 56114.
وخلاصة القول والذي ننصحكم به أن تبروا به وتصلوه بما استطعتم من المال، ولكم نصحه وتذكيره بالله وتخويفه من الشح والبخل وإهمال الزوجة وتضييع حقها وحق الأبناء، لكن ليكن ذلك كله بحكمة وموعظة حسنة، لا جدال فيه ولا رفع صوت عليه، وإن استعنت في ذلك بمن له وجاهة عنده وكلمة من أقاربكم والأئمة والمشايخ عندكم فلا حرج في ذلك، ولكم الأجر عند الله وإساءته عليه.
والله أعلم.