( خاتم الأولياء ) وهي كلمة تمثل عقيدة باطلة، مفادها ادعاء البعض ختم الولاية – وهي مرتبة دينية جماعها الإيمان والتقوى – ببعض من يدعون فيهم الصلاح، فيقولون: بفلان ختمت الولاية كما ختمت النبوة بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم – وبطلان هذه الدعوى من وجهين:
الوجه الأول: أن لا دليل عليها من الكتاب والسنة فلا يوجد نص على أن الولاية ستختم، فضلا عن أنها ستختم بفلان .
الوجه الثاني: أن النص القرآني قد أوضح أن الولاية لها شرطان هما: الإيمان والتقوى، فقال تعالى:{ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون }(يونس: 62-63) ولا يعلم أحد زمن انقطاع المتصفين بالإيمان والتقوى، ولا تعيين آخر من يتصف بهذين الشرطين، إلا أننا يمكننا القول بأن آخر الأولياء هو آخر المؤمنين موتاً، غير أن كونه آخر المؤمنين أو آخر الأولياء لا يقتضي أن يكون أفضلهم .
( تسمية الله بالدهر ) وهذا قاله بعض العلماء إلا أن الأكثرين خطؤوه وأنكروا عليه . واستدل قائل هذا القول بما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( لايسبنَّ أحدكم الدهر، فإن الله هو الدهر ) رواه البخاري ومسلم . وهذا غلط كبير إذ ليس المراد من الحديث تسمية الله بالدهر، إذ الدهر اسم جامد لا حُسن فيه بوجه من الوجوه، والله وصف أسماءه بأنها حسنى، وإنما المراد من الحديث الرد على ما عليه أهل الجاهلية من سب الدهر وشتمه عند حلول المصائب ووقوع المكاره فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم – عن ذلك، وأوضح أن سبهم للدهر وهو الزمان لا يعود إلى الزمان؛ لأنه ليس فاعلاً، وإنما يعود على من خلق الزمان وما يجري فيه من حوادث وهو الله سبحانه .
( الدين أفيون الشعوب ) وهي عبارة قالها الملحد "كارل ماركس" وتلقفها الشيوعيون في البلاد العربية، فعادوا الدين ونكل أهل السلطة منهم بأهله، وحقيقة الدين الإسلامي أبعد ما تكون عن هذا الوصف الذميم إن فهم فهما صحيحاً، وعمل به على الوجه الذي أراده الله سبحانه . فالإسلام يفتح منافذ التفكير في الكون والطبيعة، ويحث على العلم والمعرفة، ويحرّم الظلم من الحاكم والمحكوم، ويحث الناس على قول الحق ومقاومة الظالمين، فكيف يقال بعد ذلك: أنه أفيون ( مخدر ) لطاقات الشعوب وقوتها، وهل بلغ المسلمون أوج قوتهم إلا يوم دخلوا فيه وتمسكوا بتعاليمه ؟.
( الدين لله والوطن للجميع ) وهذا المقولة يقولها العلمانيون والأقليات غير المسلمة الذين يعيشون في بلاد المسلمين ليفصلوا الدولة عن إسلامها ويعلمنوها، فلا يصبح الدين الإسلامي حاكما أو متدخلاً في شؤون الحكم، بل يكون علاقة خاصة بين الله والعبد، ولا شك في مناقضة ذلك لأصول الإسلام وأركانه . هذا مع العلم أن الإسلام لم يمنع أن يقيم غير المسلمين في بلاد المسلمين على وجه مأذون به كالمعاهدين والمستأمنين والذميين فيكونون رعايا الحاكم المسلم لهم واجبات وعليهم حقوق مع ضمان سلامتهم في أنفسهم وأموالهم وأهليهم .
( الله موجود في كل مكان ) وهي عبارة يقولها بعض الناس بوعي أو دون وعي، ولكنها تمثل عقيدة باطلة مخالفة لما صرح الله به من أنه: { على العرش استوى }( طه : 5 )، وعرشه فوق سماواته . فكيف يقال إنه في كل مكان ولا يتنزه عن مكان، أما الاستدلال على ذلك بقوله تعالى:{ وهو معكم أينما كنتم }(الحديد: 4 ) فخطأ إذ المراد من الآية أن الله عالم بكل شيء لا تخفى عنه خافية .
( رأي الدين ) هذه الكلمة إن قصد قائلها مساواة ما يقوله الدين بما يقوله غيره فقائلها على خطر عظيم، إذ كيف يساوي ما جاء به الوحي بآراء البشر، وإن قيلت على اعتبار معرفة ما يقوله الدين على وجه الخصوص دون مقارنة أو معارضة، كأن يسأل سائل ما حكم الدين في كذا ؟ فهذه لا بأس بها، وإن كان الأولى أن يستخدم كلمة أخرى من حيث أن كلمة الرأي هي نتيجة عمل فكر ونظر، والدين وحي وليس فكراً، لكن لو قال ما رأي الفقهاء في كذا لكان قوله حسناً .
( شاءت الطبيعة ) إضافة المشيئة إلى الطبيعة ينم عن اعتقاد سيء، لعل مرده إلى مذهب تأليه الطبيعة أو عبادة الطبيعة الذي ذهب إليه بعض الغربيين هرباً من نير الكنيسة وتعنتها، وتأليه الطبيعة دين يقوم على العودة إلى القوانين الطبيعية وصياغة سلوك الإنسان وفق هذه القوانين، وهو مذهب وثني يعود بالناس إلى خرافات عبادة مظاهر القوة في الطبيعة كالرياح والشمس والهواء .
( شاءت حكمة الله ) الحكمة صفة إلهية، وإسناد المشيئة لها خطأ في التعبير، إذ الصحيح أن يقال: شاء الله بحكمته أن يكون كذا، لا أن تنسب المشيئة إلى الحكمة، وهكذا كل ما فيه نسبة الفعل إلى الصفة، كقول بعضهم: شاء القدر .
( شكله غلط ) وهذا يطلقه البعض على سبيل المزاح والسخرية عندما يرى شخصاً لا يعجبه منظره، وهو لفظ منكر، قد يطلقه البعض ليسيء لأخيه، وقد يطلقه ويريد الاستهزاء بالخالق سبحانه، ففي الحالة الأولى: يكون حراماً وإساءة، وفي الحالة الثانية: يكون كفراً، قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن }(الحجرات: 11 ) .
( عين الله الساهرة ) وهي لفظة يطلقها البعض ويريد بها معنى صحيحاً وهو أن الله حي لا ينام، يرقب الناس وأعمالهم لا تخفى عليه خافية، لكن الجملة قد توهم معنى لا يليق بالله سبحانه إذ قد يتبادر إلى ذهن سامعها أو قارئها أن الله لا ينام الليل فقط، وذلك لأن معنى السهر امتناع النوم ليلاً في حين أن الله لا ينام في ليل أو نهار مطلع على عباده، ويعلم ما يعلمون .
( تم تشييع فلان إلى مثواه الأخير ) وهذه يطلقها البعض ولا سيما أهل الإعلام عند ذكرهم موت شخص ودفنه، وهي كلمة تحمل دلالات منكرة، إذ قد توحي بإنكار البعث والجنة والنار والدار الآخرة، وقد يقصد قائلها مثواه الأخير أي: في هذه الدنيا، لأنه ينتقل بعدها إلى دار أخرى ، لكن هذا المعنى بعيد، فالتحرز عن هذه الكلمة واجب لما توحي به من معان خاطئة .
( محمد – على سبيل الاستغاثة - ): وهي كلمة يقولها البعض عندما يعثر أو يصيبه حدث مفاجئ فيقول على سبيل النداء: محمد، علي، ونحو ذلك، وقد " سُئِل القاضي أبو يعلى عن مسائل عديدة وردت عليه من مكة وكان منها: ما تقول في قول الإنسان إذا عثر: محمد، أو: علي ؟ فقال: إن قصد الاستعانة فهو مخطئ، لأن الغوث من الله تعالى، فقال: وهما ميتان فلا يصح الغوث منهما، ولأنه يجب تقديم الله على غيره " ا هـ من بدائع الفوائد لابن القيم .
( محمدية ): تسمية الإسلام بذلك مخالف لما نص عليه الكتاب والسنة، لأن الله سمى دينه الإسلام، فقال تعالى: { إن الدين عند الله الإسلام } وسمى معتنقي دينه المسلمين، وعلى ذلك مضى المسلمون أجمعون فتسمية الداخل أو المسلم عموماً محمدي مخالفة للقرآن والسنة ولما مضى عليه المسلمون .
( المعبود واحد وإن كانت الطرق مختلفة ) وهذه يقولها الليبراليون الذين ضلوا في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً . حيث يرون أن الأديان هي بمثابة الطرق المختلفة التي تؤدي إلى مقصود واحد هو الله، لكنهم غفلوا عن أن المقصود الواحد ( الله ) قد عين طريقاً واحداً للوصول إليه هو الإسلام، وأبطل كل الطرق التي يسلكها الناس، وإن قصدوه بها، فقال تعالى: { إن الدين عند الله الإسلام }(آل عمران: 19 ) وقال تعالى: { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين }(آل عمران: 85 ) فإن قالوا: ولكن كل أهل دين يرون صحة ما عندهم وإبطال ما عند غيرهم، فكيف التوفيق بينهم ؟ فالجواب أن التوفيق يكون بالبحث عن الحق، واتباع العقل في معرفته، لا أن يقال أن كل صاحب دين هو محق وسيصل به دينه إلى الله حتى وإن كان مجرد خرافات وخزعبلات وأمور مناقضة للعقل، فهذا يقوله أهل السياسة لتسكين الناس ومنعهم من التصادم، إلا أن من أراد النجاة فيلزمه أن يبحث عن الحق ويجتهد في ذلك، ولا شك أن من بحث واجتهد فلن يعدم الوصول .
( لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة ) وهذه يقولها العلمانيون، ويدللون عليها بزخرف من القول ليخدعوا به عامة المسلمين فيقولون: إن الدين شيء مقدس والسياسة فيها الكثير من الدنس، ففيها الحيل والمكر والألاعيب فكيف ندخل المقدس في المدنس ؟ وهو كلام إنشائي يقولونه لكي لا يقال إنهم يصادمون الدين ويعادونه، والحقيقة هي أنهم يريدون إبعاد الدين من السياسة إما لعدم اقتناعهم بأحكامه،أو لعدم رغبتهم في تطبيقها لخشيتهم من أن تنالهم أحكام الإسلام، وإلا فالأمر في غاية البساطة فالإسلام قد أوجب في إطار السياسة نظماً يجب العمل بها كالحكم بما أنزل الله، وضرورة أن يكون الحاكم مسلماً عالماً ذا خبرة وكفاءة، وأن يقضي في الناس بالحق، وأن يولي الأكفاء، وأن يقوم بتوزيع الثروة توزيعاً عادلاً، وحرم الإسلام الاعتداء على المال العام، وأخذ الرشوة، وغير ذلك من المباديء والتفاصيل التي تدخل في صلب الحكم أساساً فهل نلغي هذه الأحكام لنوافق العلمانيين ألا دين في السياسة، ولا سياسة في الدين، هذا مع اعترافنا بوجود مساحات في نظام الحكم تركها الإسلام لاجتهاد ذوي العلم والخبرة .
( الله ينشد عن حالك ) وهي كلمة يقولها البعض في الجزيرة العربية، وقد يقصدون بها معنى التفقد والعناية أي أن الله يعتني ويرفق بك، وهو معنى صحيح لكن التلفظ بهذه الكلمة يوهم معنى فاسداً وهو جهل الله بحال الشخص حتى يسأل عنه فيجب اجتناب هذه الكلمة لتوهمها هذا اللفظ .
( الإنسان مسير وليس مخيراً ) وهي كلمة يقولها البعض ليخلي نفسه من مسئولية إصلاحها وتقويمها، فيحتج بالقدر على سوء عمله وفساد حاله، وهو منطق فاسد بلا شك يضاهي قول المشركين { لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء }(الأنعام: 48 ) ومعنى القدر هو علم الله بما كان وما سيكون، وهو كاشف لمصائر الناس وليس محدداً لها، فالقدر لا يفرض على الناس أعمالهم، بل الناس أنفسهم هم من يختار طرق الخير والشر، قال تعالى: { وهديناه النجدين }(البلد: 10 ) وقال تعالى: { إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً }(الإنسان: 3 ) وعليه فالقول بأن الإنسان مسير في كل أحواله خطأ يجب التوبة عنه، ومسارعة الإنسان بإصلاح نفسه وتقويمها، وعدم الاحتجاج بالقدر على فسادها .
( اللهم اسلبه الإيمان ) وهو دعاء باطل لا يجيب الله صاحبه ولا يرضى عمله، بل إن العلماء اختلفوا في حكم من قال ذلك فمنهم من كفره، ومنهم من لم يكفره، قال الإمام النووي: - رحمه الله تعالى - : " لو دعا مسلم على مسلم فقال: اللهم اسلبه الإيمان؛ عصى بذلك . وهل يكفر الداعي بمجرد هذا الدعاء ؟ فيه وجهان لأصحابنا، حكاهما القاضي حسين من أئمة أصحابنا في الفتوى، أصحهما: لا يكفر ".
( أهل الكتاب ليسوا كفاراً ) وهذا القول معارض لصريح القرآن والسنة، قال تعالى: { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم }(المائدة: 17 ) وقال تعالى:{ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة }(البينة: 1 ) وقال تعالى:{ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون }(التوبة: 29 ) وقائل هذا القول جاء بكفر صريح إذ لم يكفر من كفره الله سبحانه فقوله متضمن تكذيب الله في خبره .
( حسدني الله إن كنت أحسدك ) وهو كلام شنيع لا يصح ولا يجوز، فالله متصف بصفات الكمال منزه عن صفات النقص التي منها الحسد والحقد، فهذه صفات ذم لا يجوز نسبتها لله سبحانه . قال الزبيدي – رحمه الله تعالى - : " وقال ابن سيده: وحكى اللحياني عن العرب : حسدني الله إن كنت أحسدك . وهذا غريب . قال: وهذا كما يقولون: نَفِسْهَا الله عليَّ إن كنت أنْفسُها عليك، وهو كلام شنيع؛ لأن الله – عز وجل – يجل عن ذلك " أ.هـ