تجاوز المسلمون الخلاف الفقهي الذي كان محتدماً في زمن ماضٍ فيما يختص باستعمال الوسائل الإعلامية الحديثة مثل الراديو والتلفاز، والكاميرات الفوتوغرافية أو الفيديو، ثم مؤخراً القنوات الفضائية، وشبكة الإنترنت، بل حتى الهاتف الجوال وما فيه ميزات.
ولم تتجاوز الأمة الجدل الفقهي حول تلك الوسائل إلا بعد اقتحام بعض أهل الحق و الخير هذا المجال وقدموا فيه تجارب فذة، وأحرزوا نجاحات عملية باهرة أقنعت المخالفين بأنه يمكن للحق أن يجد منفذاً من خلال تلك الوسائل.
ولكن حكم الواقع كان أوضح دليل على أهمية التعامل من تلك الوسائل الحديثة: ذلك أن تلك الوسائل أصبحت واقعاً يستعصي على الهدم، ودخلت كل بيت، وكل مخدع، بل أصبحت عضواً مؤثراً في كل أسرة، بل ومشاركاً أساسياً في التربية، وفي اتخاذ القرار داخل الأسرة.!
فلو تركت وهي بهذا الوصف للفاسدين والفاجرين لخربوا الأسرة والمجتمع ونشروا الإباحية والفساد.ولهذا وجب على أهل الصلاح والإيمان أن يقتحموها، بل ويأخذوا منها باللجام والزمام ويقودوها إلى الخير والإصلاح.
لقد نجح الإسلاميون في اختراق أسوار الإعلام، وأقاموا لمنهجهم في أرضه سوقاً رائجة، فضائيات مستقرة، دعاة فضائيون يتنقلون بين القنوات..ومنذ أن حسموا خلافهم الفقهي الذي كان محتدماً في زمن ماضٍ فيما يختص باستعمال الوسائل الإعلامية الحديثة، وهم ينتقلون من أرض إلى أرض، وخلفهم جموع الأمة، شيباً وشباباً.
ولكن للفن والإعلام دولة مثل كل الدول القائمة، تستمد سلطانها من عرش إبليس الطافي على مياه الأطلسي!!.. تلك الدولة يسوءها أن ذلك التسلل الإسلامي، وتلك الأراضي المحررة من الفسق والفجور..فأبوا إلا أن يضلوا ويصدوا عن سبيل الله.. وهكذا كانت الحملة على الفضائيات الإسلامية..
في البدء كان الهجوم منصباً على الدعاة الفضائيين، وتتابعت الأحجار، تصنع العبارات الموتورة في وصفهم بالاتجار والتربح بالدين في تلك الفضائيات تارة، وتارة بالدجل والشعوذة، وتارات بصناعة حالة "فوضى الفتوى"...إلخ!
ثم انتقل الأمر إلى مجابهة القنوات، بعد أن أهالوا عليها أطناناً من التهم "تزكية الطائفية"، "إشعال الخلاف المذهبي"، "تفريخ التطرف والإرهاب"...إلخ..لتبدأ بعد ذلك حملات التطهير والاستئصال..
لكن هؤلاء لا يعلمون أن الدعاة اليوم على وعي كامل بهذه المخططات وسيفسدونها بإذن الله ، والغلبة للحق والخير والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.