لا أريد هنا أن أتحدث عن الأمور التي تجعل من الرجل والمرأة كائنين مختلفين في الكثير من الأشياء، إنما أود أن أشير إلى شيء مهم ، هو أن الاختلاف في الطبيعة والتركيب يترتب عليه اختلاف في الوظيفة.
إن التركيب الجسمي والنفسي والشعوري للفتاة مختلف عن التركيب الجسمي للفتى ، ولهذا فإنك يا ابنتي قدأعددت لتقومي بدور مختلف عن أخيك .
إن الفتاة تحمل وتلد ، وتُعد المسؤول الأول عن تنشئة الأجيال ، وما يثير اهتمامها ، ويستولي على مشاعرها ليس هو الذي يستولي على مشاعر الفتى ، وإن في تعاليم ديننا وفيما اتفق عليه الناس من أعراف وتقاليد ما يجعل المطلوب من المرأة مغايراً لما هو مطلوب من الرجل على الصعيد الاجتماعي، وعلى صعيد العمل والوظيفة.
بعبارة أخرى تحتاج الفتاة إلى أن تكون طموحاتها في المستقبل طموحات امرأة وليست طموحات رجل ، وهذا يعني أن على الفتاة أن يكون هدفها الأول هو الإسهام في بناء أسرة ملتزمة وسعيدة ومترابطة، وعليها أن تعد نفسها ثقافياً وتربوياً لهذه الجليلة. هذه واحدة .
أما الثانية: فهي أن تكون دراستها في الجامعة ملائمة لما ذكرناه ، وذلك بأن يكون التخصص الذي تدرسه مما تحتاجه بنات جنسها مثل التعليم والتطبيب ، أو يكون العمل في مجاله بعد التخرج لائقاً بربة منزل ، ومن هنا فليس من الملائم لفتاة أن تدرس الهندسة المدنية أو الميكانيكية أو الكهربائية ، كما أنه ليس من الملائم لها أن تدرس الطب البيطري أو الزراعة... وعلى نحو عام فإن نصحيتي العامة لبناتي هي أن يسعين لدراسة علوم يمكن لهن الاستفادة منها ثقافياً وتربوياً ومادياً ولو لم تسمح لهن واجباتهنالأسرية بالالتحاق بوظيفة .
وأنا أقول لك يا ابنتي : احذري الطوحات التي تجعل فرصتك في الزواج ضئيلة حتى لا تندمي حيث لا ينفع الندم .
ما الذي يعينه هذا بالنسبة إلى بناتي ؟ إنه يعني الآتي :
1 ـ لا تحاولي الدخول في منافسة مع الشباب ، فأنت مخلوقة لدور غير دورهم، وعليك أن تأخذي الدرس والعبرة من الوضع المأساوي الذي صارت إليه المرأة في كثير من بلاد الغرب والشرق.
2 ـ في حياتنا معطيات كثيرة، توجب عليك أن يكون اهتمامك بالزواج وببناء أسرة مسلمة وتربية أولادك التربية الصحيحة هو الاهتمام الأول .
3 ـ الأنوثة هي السلاح الأمضى الذي تحارب به المرأة، فلا تتخلي عن هذا السلاح بأوضاع وأعمال وتصرفات غير ملائمة لك.
4 ـ ليس الأليق الاجتماعي للتخصص أو الوظيفة هو المهم، لكن المهم هوملاءمته لك ومدى إتقانك له أولها.