أصل هذا المقال هو الملخص الذي كتبه الدكتور نزار نبيل أبو منشار لرسالته التي تقدم بها لنيل درجة الدكتوراه والتي أشرف عليها كل من الأستاذين: حسن محمد الزين، والصادق محمد إبراهيم.
والرسالة عبارة عن دراسة علمية تخصصية في الواقع الفلسطيني في صورة من صور استهدافه على يد العدو الصهيوني، تتناول إعطاء ملامح عن الصراع الإعلامي ومخاطره ومجالاته.
في هذه الدراسة، حاول الباحث أن يسلط الضوء على المخاطر الإعلامية الناجمة عن التقدم العلمي المتسارع تجاه الشعب الفلسطيني الصابر، وما قدمه هذا العلم إلى الناس من تقنيات إعلامية متطورة وفعالة، وخلص إلى عدة أمور.. هي وإن كانت تتعلق بالواقع الفلسطيني تعلقا خاصا إلا إنها تصلح أن تعمم لتكون ملامح عن الصراع الإعلامي العالمي من جهة عامة، والصراع اليهودي العربي الإسلامي من جهة أخرى. وقد اضطررت لتغيير بعض الألفاظ مع محاولة إبقاء المقال الأصلى على حاله ما أمكن.
ويمكننا أن نجمع هذه الملامح في التالي:
1- أن الإعلام هو أخطر وسائل التأثير في البشر في العصر الحديث، وهو الأب الثالث للأطفال في شتى بقاع الأرض، وهو لسان حكيم لمن يمتلكه، وترجمان حقيقي لمن يحسن التعامل معه.
2- الأمم التي تحترم نفسها تضع الإعلام في موضعه اللائق، وتجعله وسيلة بناء وتطوير للواقع والمجتمع لا وسيلة تدمير وخراب.
3- اهتم الإسلام بالإعلام منذ بداية عهده المبارك، وقد ركز عليه الرسول الكريم – - صلى الله عليه وسلم - أيما تركيز، لعلمه بأهميته في السلم والحرب، ولذا، ترى أمة الإسلام اهتمت بالكوادر الإعلامية وأبرزتها في مواطن قوة البلاغة والتأثير الإعلامي، حتى كان الحبيب محمد في بعض الأحيان يقول: أين حسان؟ ولا يقول: أين خالد؟
4- أن الحرب الإعلامية تأخذ عند المعسكر المعادي مكانة عالية جداً، فهي على رأس أولويات الدولة الصهيونية بكيانها المصطنع على أرضنا، كما أنها من أولويات كل الدول الراغبة في السيطرة والتحكم.
5- هناك تواطؤ عالمي وإقليمي واضح بين الدولة الصهيونية ودول الشر الكبرى وكثير من الزعامات التي لبست ثوب العبودية قانعة به من أجل إبقاء الشعوب في المنطقة – والشعب الفلسطيني تحديداً – تحت التخدير الدائم، من خلال ما يتم عرضه بوسائل الإعلام المختلفة من مظاهر سلبية، ومفاهيم تتضارب مع أصول الشريعة ومناهج البناء السوي للفرد والأسرة والمؤسسة والمجتمع.
6- اعتمدت الصهيونية العالمية في حربها على سلاح الإعلام المعاصر، وتدخلت بقوة في مختلف أشكاله وألوانه، وطورت أساليب خطابها للعقل البشري من خلال أكثر من وسيلة وأكثر من مجال، وأصبحت تملك أكثر مصادره.
7- استهدف الإعلام المعادي قطاعات الشعوب جميعاً، وتركزت جهوده بشكل مباشر على شرائح: النساء والصغار والشباب، بوصفهم ركائز المجتمع الأساسية.
8- هناك ضرورة لبداية مشروع إعلامي معاصر مضاد، يستوعب أوجه الإعلام المعاصر جميعا، مكتوبة ومقروءة ومسموعة، للتواصل مع الجماهير بشكل فعال، وتستطيع تكوين الرأي العام بشكل سليم وقوي.
9- إن واجب الحرب المضادة يتعلق بالدرجة الأولى بالدعوة الإسلامية المعاصرة، وجيل الصحوة الذي بدأ يتململ، لمواجهة المشروع الاستعماري العالمي والصهيوني من أجل وقف الهجمة عن شعوبنا الأصيلة، ونقل الحرب إلى أرض العدو ليتم إشغاله بنفسه.
10- ضرورة أن تكون الجهود الإعلامية المضادة مركزة ومدروسة، وتصدر من مشكاة الوعي القيادي الإسلامي ليتم قمع الأذرع الأخطبوطية للعدو الصهيوني في مجال الإعلام الموجه إلى شعب فلسطين خاصة، وبقية شعوبنا بكل فئاتها وشرائحها.
هذه المعطيات التي طرحت في إطار هذه الدراسة المستندة للواقع تستلزم من المثقفين وأصحاب العقيدة السليمة، وذوي العقول المتفتحة أن يسنوا أقلامهم، ويقدحوا عقولهم وأفكارهم، لمواجهه العدو المجرم بنفس السلاح الذي يستهدفنا به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د.نزار نبيل أبو منشار