التقرير الإخباري شكل من أشكال معالجة المضامين الإخبارية ضمن ما يعرف في الأوساط المهنية الإعلامية بالقصة الخبرية.

ويقوم التقرير على الشرح والتحليل لما في الخبر من أبعاد مختلفة: سياسية، واجتماعية، واقتصادية؛ بغية الإلمام بكل العناصر والعوامل المحيطة بالخبر والمكونة لسياقه.

ـ يوضح التقرير الإخباري الخبر في صيغته الحاضرة، وذلك عبر استغلال المعلومات التي يتم جمعها حول الخبر والتي تجيب على الأسئلة المركزية المتصلة بالأخبار: ماذا، متى، من، أين، لماذا، كيف.
ويستند هذا التوضيح في جزء كبير منه على الوصف الدقيق والتحقيق الجدي في حقيقة الأحداث المستجدات.

ـ يكشف التقرير الإخباري عن: أسباب الحدوث وخلفياته، بالعودة إلى الماضي لاستعادة الإطار الموضوعي والحقيقي للأحداث والوقائع؛ فالحالة السابقة، إذا ما تمت الإحاطة بها، تفسر الحالة الحاضرة.

ويستوجب هذا الفحص إجراء عمل توثيقي يأخذ في الاعتبار تعددية مصادر المعلومات ونذكر منها:
. الأرشيف السمعي المرئي.
. الوثائق والمستندات المكتوبة
. وشهادات الأفراد الاجتماعيين التي يتم جمعها من خلال المقابلات التلفزيونية.
. والمعاجم وغيرها.

ـ كما يستشرف التقرير الإخباري المستقبل انطلاقا من المعلومات والمعطيات الحاضرة، وقد يتم من خلال هذا الإجراء رصد توجه الأحداث. وهكذا تفسر الحالة الحاضرة حالة لاحقة.
ويعتمد هذا العمل على مدى إلمام الصحفي بسير الأحداث، واطلاعه الواسع على مجالات الأخبار، وقدرته على التحليل والتفسير والاستنتاج.

مكونات التقرير الإخباري:
يتألف التقرير الإخباري من أجزاء ثلاث:

مقدمة التقرير، وجسم التقرير، خاتمة التقرير، وتعرف بـ "القفلة".
ومن المقدمات السائدة الملائمة لهذا الشكل الإخباري نجد المقدمة الجادة، وهي التي تتجه مباشرة إلى قلب الخبر. كما يجوز استخدام المقدمة المشوقة باعتبار أن الأمر يتعلق بقصة خبرية، وذلك من خلال تأجيل التفاصيل الهامة في الخبر إلى الأخر قصد شد الاهتمام وإحداث قدر من التشويق.
ويوجد نوع آخر من المقدمات المعتمدة في التقارير الإخبارية نوردها كالآتي:
1 ـ مقدمة الاقتباس: تعتمد على أهم ما ورد في كلمة أو تصريح.
2 ـ مقدمة التلخيص: وهي التي تلخص الموضوع وتناسب الأخبار التي تتساوى فيها العناصر المكونة للخبر من حيث الأهمية.
3 ـ مقدمة التضاد: وتقوم على المقارنة أو التضارب بين الواقع.
4 ـ مقدمة الاستفهام: وتعتمد عادة في المسائل التي تهم الرأي العام.

المدة الزمنية للتقرير
ـ ليس للتقرير الإخباري تحديد زمني دقيق، وإنما تكون مدته رهن أهمية الحدث في علاقتها باهتمامات المجتمع، وقد يصل أن يتجاوز التقرير الإخبار التلفزيوني، في حالات خاصة، الدقيقتين وحتى الثلاث دقائق.

ـ كما يجوز أن يكون للخبر المركب أكثر من تقرير، إذا ما بلغت أهمية الأحداث في الخبر ما يشغل الناس، ويشغل القائمين بالاتصال، مثل التقارير الواردة من مواقع الصراع في المناطق الساخنة من العالم.

أسلوب التقرير الإخباري
ـ يتسم أسلوب التقرير بالموضوعية والدقة في التعبير و(اللفظ)، إذ يجب تجنب الجمل المعقدة التي تحدث تشويشا في ذهن الجمهور.

ـ كما ينبغي تجنب استخدام الضمير الغائب، إذا كان موضوع الخبر يشير إلى أكثر من شخصية؛ لأن هذه الحالة تجعل المشاهد لا يدرك بسهولة إلى من يعود الضمير.

ـ في حال اعتماد الشهادات والأسانيد المقتبسة ينبغي زرعها عبر فقرات التقرير بطريقة منسجمة مع محاور التقرير؛ لكي لا يخلط المشاهد بين فئاتها، ويميز بوضوح ترابط موضوعات التقرير.

ـ إذا تضمن التقرير أزمنة مختلفة متقاطعة يفضل استخدام صيغة المضارع، كلما أمكن ذلك، خصوصا في البداية، حتى يعطي الانطباع للمشاهد بأن الأحداث إنما تجري متزامنة مع زمن البث، وتلك هي خاصية الإذاعة والتلفزيون في نقل الأخبار وشرحها.

ـ ينبغي أن يتفق بناء التقرير الإخبار مع بناء الصور التي تجسم موضوع الخبر، ولإحداث هذه المعادلة يمكن اتباع إحدى الطريقتين التاليتين: إما تلبيس النص الصور التي تم تركيبها في شأن موضوع معين، أو تلبيس الصور النص الذي أعده الصحفي إثر اطلاعه على الصور المركبة.
ينسحب هذا الإجراء الأخير على التحقيقات التلفزيونية والنقل معا.

ـ إذا تضمن التقرير الإخباري معطيات رقمية عديدة، ينبغي تقديم هذه المعطيات ضمن جداول تلخصها ورسوم بيانية تشرحها، وتجعلها بارزة مفهومة؛ لأنه من الصعب على المشاهد تخزين أرقام كثيرة في وقت موجز، كما يستحسن في حال وصف مواقع جغرافية هامة ضبطها ضمن خرائط ورسوم تكشف حدود الأمكنة.