توجد مجموعة من الجمهوريات ذاتية الحكم في القسم الشمالي من جبال القوقاز،وتصل حصة المسلمين فيها إلى حد الأغلبية بين سكانها ، ولقد وضعتها روسيا السوفيتية تحت الحكم الذاتي خوفاً من تكتلها وانفصالها، وتتمثل في ست جمهوريات منها ولاية قرتشاي الشركسية )
إحدى مناطق شمال القوقاز ، ولاية لها حكم ذاتي تحدها قباردو من الشرق ، والأديجة من الغرب وجورجيا من الجنوب ، وإقليم استافروبول من الشمال وتبلغ مساحتها 14,100 كيلو متر ، وسكانها 370,000 نسمة ، وعاصمة البلاد شركسك ، وسكانها 92,000 نسمة .
وأرضها جبلية في جملتها ، وتنحدر نحو الشمال ، ومناخها من الطراز القفقاسي بارد في الشتاء معتدل في الصيف ، وأمطارها وفيرة ، وتسقط في الصيف ، والرعي أهم حرفة لديهم ، وتشكل الزراعة قطاعاً لا بأس به من نشاطهم الاقتصادي ، ورغم أن اسمهم أطلق على الولاية وعلى عاصمتها ، إلا أن الشركس لا يمثلون إلا حصة ضئيلة من سكانها ( 74 ألف نسمة ) أي 12,7% ، ذلك أن الشركس مروا بظروف قاسية من الاضطهاد شتت شملهم .
الإسلام في قرتشاي الشركسية :
وصلهم الإسلام في القرن الثاني الهجري أثناء فتح العرب لأمرينيا وبلاد الخزر ، وحكم التتار المنطقة ، كذلك الفرس والأتراك العثمانيون ، واستولى قياصرة روسيا عليها في القرن التاسع عشر وأمام قسوة الحكم القيصري هرب الشركس من موطنهم أو نقلوا إجبارياً إلى مناطق أخرى ، فهناك حوالي 127,000 ألف شركسي في جمهورية أبخازيا ، 116 ألف شركسي في إقليم الأديجا و 329 ألف شركسي في قباردو – بلغار ، هذا بالإضافة إلى 47 ألف في قرتشاي وهؤلاء هم من بقى من الشركس في الاتحاد السوفيتي ، أما في الخارج فيوجد عدد كبير منهم في تركيا ، فلقد هرب إليها في الفترة بين سنتي (1287هـ – 1281هـ ) ( 1861 م – 1864م ) حوالي 500 ألف شركسي ، وعاشوا على السواحل الشرقية للبحر الأسود ، وهناك حوالي 90 ألف شركسي في مناطق متعددة من تركيا ، ومنهم حوالي 61 ألف في سوريا في شمال شرقي حلب وجنوب غربي دمشق ، و 29 ألف في الأردن و 8 آلاف في العراق .
أما ولاية قرتشاي الشركسية ، فالشركس فيها لا يشكلون أكثر من 12,7% من جملة سكانها ، وباقي السكان من عناصر أخرى ، غير أن الإسلام دين الأغلبية ، ونسبة المسلمين بينهم حوالي 80% أي عدد المسلمين يصل إلى 296 ألف نسمة.
ومنذ أن سيطرت العناصر الشيوعية على هذه المناطق ، تعرض المسلمون إلى العديد من التحديات، فلقد أعدم عدد كبير من الأئمة والمشايخ والمتدينين، وأحرقت السلطات جميع الكتب الدينية، وهدمت المساجد وحرمت الشعائر الدينية، وحرم التعليم الإسلامي، وخلت الساحة من رجال الدين والعلم وأصبح الإسلام ذكري في نفوس كبار السن فابتعد المسلمون عن دينهم، وخضع المسلمون لهذا التحدي طيلة 70 عاماً.
ولكن نتيجة لسياسة الانفتاح التي سادت الكتلة الشرقية في السنوات الأخيرة، سمحت السلطات بدخول الكتب الدينية، واستخدام لغتهم القومية في التعليم، وسمحت بارسال بعثات إلى خارج البلاد للتعليم، ووصلت بعثات إسلامية ، ورغم أن الإسلام تعرض للعديد من التحديات في هذه المنطقة إلا أنه لا زال يسيطر ، ويتبع المسلمون في جمهورية قرتشاي الشركسية الإدارة الدينية لمسلمي شمال القوقاز في محج قلعة .
- الكاتب:
موقع\\\" السكينة \\\" - التصنيف:
المركز الإعلامي