دولة الفلبين تضم جزراً يبلغ عددها (7100) جزيرة، وتنقسم إلى ثلاث جزر رئيسة: (لوزون) في الشمال، و(بيساياس) في الوسط، و(منداناو) في الجنوب، ويبلغ عدد سكانها، وفقاً للإحصائيات الرسمية الجديدة- نحو (90) مليون نسمة.
والمسلمون المورويون القانطون في جنوب الفلبين أقدم إسلاماً، بينما المسلمون في الشمال (لوزون) والمسلمون في الوسط (بيساياس) حديثو عهد بالإسلام.
ويوجد في الفلبين عشرون ومائة لغة مختلفة، تعترف وزارة التربية والتعليم الفلبينية بتسع عشرة لغة فقط، كانت أهمها اللغة الفلبينية، وهي ممزوجة باللغات الفلبينية المحلية، إلا أن أكثر كلماتها مستخرجة من لغة (تغالوغ) لأهل (لوزون الجنوبية) حيث مدينة (مانيلا) العاصمة. وقد نص الدستور الفلبيني سنة (1987م) على اتخاذها لغة رسمية للبلاد.
بالنسبة للمسلمين في جنوب البلاد، فإن لهم ست لغات مختلفة، كانت أهمها (ماجنداناوون) التي يتحدث بها نحو خمس ملايين نسمة مسلمة، يقطنون في جنوب (منداناو) ووسطها وسواحل شمال منداناو. ثم لغة (ماراناو) التي يقدر عدد الناطقين بها بأكثر من مليوني نسمة يقطنون في مناطق في شمال (منداناو). ثم لغة (تاوسوغ) التي يتحدث بها أكثر من مليون نسمة يقطنون في (أرخبيل سولو) ومدينة (زامبوانجا) غرب (منداناو). ثم لغة (ياكان) التي يقدر ناطقوها بنحو مليون نسمة، يقطنون في أرخبيل (سولو) كذلك. ثم لغة (ساما) التي يتحدث بها نحو سبعمائة ألف نسمة، يقطنون في طرف أرخبيل (سولو) المتاخم للحدود الماليزية. ثم لغة (إيرانون) التي يقدر عدد سكانها بنصف مليون نسمة، ويقطنون في سواحل وسط (منداناو) ونجدها.
ولغات المسلمين الستة يختلف بعضها عن البعض الآخر، بحيث إننا نجد كلمة في لغة (ماجنداناو) مثلاً لها معنى شريفاً، في حين أننا نجد لها معنى آخر سيئاً في لغة المسلمين الأخرى.
حركة الترجمة في مناطق المسلمين ضعيفة، ولعل السبب في ذلك قد يعود إلى نشوب الحرب بين المسلمين وغيرهم منذ نحو خمسة قرون، أي منذ بداية وصول المستعمر الإسباني إلى المنطقة في القرن السادس عشر، ثم الأمريكان أواخر القرن التاسع عشر، ثم اليابان في القرن العشرين أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم الاستعمار الفلبيني؛ فالمسلمون منذ ذلك الوقت لم يتنفسوا الصعداء من ويلات الحروب التي تُتَوارث جيلاً بعد الآخر، وأيضاً فإن العلماء المسلمين ثَمَّ لا يلقون الدعم المؤسسي الذي يعينهم على إنجاز هذا العمل.
وبالنسبة لتاريخ الترجمة عند المسلمين، فإنه يعود إلى منتصف القرن العشرين، حيث أتم الشيخ عبد العزيز غورو سارومانتانج تفسيره للقرآن الكريم كله باللغة الإيرانونية. ثم تابعه الدعاة الفلبينيون المعينون من مكتب الدعوة والإرشاد لتوعية الجاليات بالمملكة العربية السعودية لنشر الدعوة الإسلامية لغير المسلمين، الذين يعملون داخل المملكة لترجمة بعض الكتب العقدية والفقهية التي ألفها كبار العلماء بالمملكة أواخر الثمانينات إلى اللغة الفلبينية أو التغالوغ.
وفي أوائل القرن الحادي والعشرين أكمل الشيخ محمد سليمان تفسيره القرآن الكريم كله باللغة الماجنداناوية، وأدرج في مقدمة ذلك التفسير بعض الجزء من كتاب "البرهان" للزركشي، الذي ترجمه أيضاً باللغة الماجنداناوية. وصار ذلك التفسير مرجعاً أساسيًّا للغة الماجنداناوية، حيث جمع فيه كلمات مترادفة لمعاني كلمة عربية واحدة، ويعد ذلك تراثاً لتلك اللغة، التي كادت أن تنقرض جراء الغزو الاستعماري المتتابع عليها.
وقد أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية بالسعودية أول ترجمة للقرآن الكريم باللغة الفليبينية بعد عمل متواصل استمر قرابة عشر سنوات، كما قام مكتب دعوة الجاليات غير المسلمة إلى الإسلام بإصدار تفسير، لا يدخل ضمن كتب "ترجمة معاني القرآن الكريم" بل يعد ترجمة لكتاب "التفسير الميسر" المعتمد من قبل مجمع المدينة المنورة لطباعة المصحف الشريف التابع للمملكة العربية السعودية. وقد تولى القيام بهذه الترجمة أربعة دعاة متفرغين، وثلاثة دعاة متعاونين، وأربع داعيات، بالإضافة إلى مجموعة من الدعاة المساندين المتخصصين من خارج المملكة العربية السعودية.
وقد خرج مشروع التفسير إلى النور بعد إجازته من قبل الإدارة المختصة في وزارة الإعلام بالمملكة العربية السعودية، ويقع الكتاب في (1380) صفحة من القطع المتوسط. وثمة خطة لدى المكتب الدعوي، تتمثل في إنشاء موقع إلكتروني عالمي؛ لتمكين الباحثين والمهتمين من الاستفادة من مشروع التفسير القرآني الفلبيني.
- الكاتب:
إسلام ويب - التصنيف:
ترجمة القرآن الكريم