فقدت الأمة الإسلامية علما آخر من أعلامها، ورجلا من رجالات الدعوة المخلصين بها، واستاذا وخطيبا مفوها من خطبائها.
فقد شيعت الأمة أمس الأربعاء 26/5/2021م، الشيخ الداعية الدكتور هاشم المشهداني، في مشهد مهيب وجنازة تليق بأمثاله من الدعاة المخلصين والعلماء العاملين.. نحسبه والله حسيبه..
وقد نعاه اتحاد عماء المسلمين، والذي كان الشيخ عضوا من أعضائه.
النشأة والولادة
والشيخ هاشم المشهداني عالم وداعية وباحث وخطيب، ولد في بغداد عام 1371 هـ/1952م، ودرس في مدارسها حتى أكمل دراسته الثانوية.
حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة والآداب من كلية الدراسات الإسلامية جامعة بغداد في عام 1974م.
وفي سنة 1986م حصل هاشم المشهداني على شهادة الماجستير في تخصص العلوم الإسلامية من جامعة البنجاب في باكستان.
أما الدكتوراه فقد حصل عليها من جامعة "القرآن والعلوم الإسلامية" بـ"أم درمان" بالسودان، وكانت الرسالة في الإعلام والدعوة في تخصص الدعوة.
الأعمال والخبرات
شغل الشيخ المشهداني عدداً من الأعمال والوظائف الدعوية، والتي تحصل فيها على خبرات عملية ومؤهلات دعوية وعملية أهلته لتقلد بعض المناصب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، والتي انتقل إليها واستقر مقامه بها:
فمع عمله في الدعوة والتعليم الديني والخطابة.. عمل باحثا اجتماعيا في إدارة الشؤون الإجتماعية من عام 1996 حتى عام 1998م.
ثم عمل كرئيس لقسم توجيه الأئمة والخطباء في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية من عام 1998م. وحتى عام 2000م.
وفي هذه الفترة انتدب إلى مركز "مايفير" الإسلامي في لندن لمدة ثلاثة شهور في صيف كل سنة لإلقاء المحاضرات والتعاون مع بقية المراكز الإسلامية في لندن من عام 1998 حتى عام 2000م.
كما عمل كرئيس لقسم الشؤون الأسرية في إدارة الدعوة من عام 2000م وحتى عام 2001م.
شغل منصب الإمامة والخطابة في جامع الريان الكبير لفترة طويلة.
كان الشيخ المشهداني شجرة باسقة، وارفة الظلال، طيبة الثمار، عظيمة الأثر من خلال خطبه ودروسه ومؤلفاته.. وكذلك من خلال برامجه على شاشة تليفزيون قطر، فقد كان ضيفاً عليه لسنوات قدم فيها علما غزيرا، وفهما للدين عميقا، وتأصيلا راسخا، وفكرا منضبطا، من خلال عدد من البرامج الدينية المميزة والتي كان يتابعها أعداد كبيرة من الناس. وكان لها طيب الأثر على متابعيه ومشاهديه.
ولا يكاد أحد ينسى إطلالته على الشاشة وحديثه الشيق الهادف الهادئ والرصين، وصوته المميز، خلال شهر رمضان الكريم، بُعيد آذان المغرب ومع الإفطار، والتي كان يبدع فيها وينتظرها كثير من محبيه.
المؤلفات
وللشيخ هاشم مؤلفات عديدة، كلها تقريبا تلمس الجانب الدعوي والسلوكي للمسلم، وكذلك بعضها في جانب الأسرة والمجتمع، ولعل من أشهرها "سلسلة المنهاج الإسلامي"، التي طبعت في سبعة أجزاء، وكان من هذه المؤلفات أيضا:
1. العقيدة الإسلامية.
2. ضوابط السلوك.
3. من المفاهيم الإسلامية والدعوية.
4. المهلكات والعقبات والمنعطفات.
5. في الفرد والأسرة والمجتمع.
6. في زاد السالكين.
7. في النفس والحياة.
أخلاقه وثناء الناس عليه
كان الشيخ دمث الخلق، عف اللسان، طيب المعشر، حسن الهيئة والهندام، وقد أثنى عليه كل من عمل معه وعاشره وعرفه عن قرب.. وامتدحوا أخلاقه وعلمه وتواضعه الجم، وإخلاصه وتفانيه في خدمة قضايا أمته، ونشر دعوته... حتى قال الشيخ علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في حسابه بتويتر: ”عرفته فقيهاً، ومربياً حكيماً، وخطيباً وداعية لله، جمع بين الدعوة والحكمة، والفكر والذكر، والمسؤولية والإخلاص، هاشم المشهداني الداعية الإعلامي وداعية الحكمة الذي اعتلى مناصب رفيعة في توجيه الوعي والخطاب الإعلامي. اللهم ارحمه وأسكنه فسيح جناتك وأكرم مثواه ونُزله”.
وفاته
توفي الشيخ هاشم المشهداني في الدوحة في قطر يوم الثلاثاء الموافق 13 شوال 1442 هـ/ 25 مايو (أيار) 2021م. وذلك عن عمر يناهز التاسعة والستين.. ودفن بمقابر "أبي هامور" يوم الأربعاء 26 مايو 2021م.
فرحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الفردوس الأعلى على ما قدم لدينه وأمته.