هو أحد أهم مساجد فلسطين التاريخية والأثرية، وآخر ما تبقى من المعالم العربية والإسلامية بطبرية؛ بأعمدته المتهالكة وجدرانه المقوسة يجثو بعز وفخار، آخر المعالم الإسلامية الشاهدة على الوجود الفلسطيني في مدينة طبريا، يروي المسجد حكاية يزيد عمرها عن مائتي عام من الأصالة والعراقة، نبض المدينة ومركزها بالتواء منه تدخل السوق الشعبي ليصبح رمز المدينة فيخطف أنظار الزائرين بجماله الساحر.
في وسط مدينة طبريا المحتلة لا يمكن للزائر أن يمر هناك دون أن يمر على المسجد العمري أو كما يعرف بجامع العمر الزيداني باعتباره أكبر مساجد طبريا، ويقع في مركزها وبالقرب من سوقها المركزي.
وتقول المصادر :أن الجامع الزيداني بناه يوسف العمر الزيداني وذلك عام 1153هـ، 1743م وهو شقيق ظاهر العمر الزيداني وذلك عند توليهم حكم المنطقة من قبل الدولة العثمانية.
يعتبر المسجد المعلم الهام في المدينة حيث أصبحت صورته رمزا لها، فقد خلده الرحالة والمسافرون في رسوماتهم العديدة عند الحديث عن المدينة ومعالمها.
وهناك قول سائد أن المسجد بني مكان مسجد الياسمين القديم، علما أن مسجد الياسمين يعود ذكره للفترة الإسلامية المبكرة ويرجح أنه كان في مكان مختلف.
بناء المسجد الحالي يعود إلى منتصف القرن الثامن عشر وقد بني على النمط العثماني الكلاسيكي المعروف، فهو يشبه في بنائه المساجد العثمانية التي انتشرت في أرجاء الدولة العثمانية.
هيكل المسجد:
يتكون المسجد من طابقين، وله قبة مركزية قائمة على رقبة شبه مثمنة تستند على جدران المسجد، والساحة الأمامية كانت محاطة بثلاثة أروقة من الجهات المقابلة لوجه المسجد فيما يحمل الرواق الأمامي ثلاث قبب، والتي انهارت في هزات أرضية وبني مكانها دكاكين أوقفت على المسجد.
ونظرا لسهولة معالجة الحجارة الجيرية وتطويعها في البناء تم بناء مئذنة المسجد من الحجارة الجيرية في حين بني المسجد بأكمله كما هو حال مباني المدينة من الحجارة البازلتية البركانية الأمر الذي أعطاه لمسة فنية وجمالية لا تقاوم.
واجهة قاعة الصلاة مبنية من الحجارة الجيرية وقد زينت بالأبلق البازلتي الأسود والجيري البني والفاتح "مداميك حجرية تتبادل فيها الألوان مشكلة لوحة فنية جميلة"، بالإضافة إلى محرابين على جانبي المدخل وإطارات الشبابيك التي زينت بحجارة جيرية فاتحة فضلا عن أن قاعة الصلاة من الداخل زينت كذلك بالأبلق، والتي ما زال محرابها قائما، أما المنبر فقد تعرض لعمليات تكسير.
المسجد مصادر منذ عام النكبة وتمنع الصلاة فيه، فضلا عن تعرضه لاعتداءات عديدة بدءً بتحويله إلى مخزن بعد هدم مرافقه المحيطة به من دكاكين، وقد أخلي بعد سنوات وما زال على حاله حتى اليوم.
ويقول المهتمون بقضايا البلد المحتل : إن المسجد يخضع وفقا للقانون لإمرة بلدية طبريا التي لا تهتم وغير معنية بهذا الموضوع وخصوصا عندما نتكلم عن مبنى "مسجد" يعتبر مكانا مقدسا لدى المسلمين وبالتالي لا يوجد اهتمام بترميمه.
وسبق أن تعهد رجال أعمال وجمعيات إسلامية بالتكفل بترميم المسجد وإعادة تأهيله، وهو ما تم شرحه للبلدية وتم الاتفاق قبل أكثر من عامين على أن تتم عملية الترميم إلا أن الرئيس الذي أعطى ميزة البدء بالترميم تمت إقالته من منصبه كرئيس لبلدية طبريا وتم تعيين رئيس آخر وحتى هذه اللحظة لم يتم التواصل مع أي جهة معنية من أجل الترميم.
_______________
مصادر متعددة