بعد حياة مليئة بالدعوة إلى الله، ومسيرة حافلة في مجال العمل الإنساني والاجتماعي والخيري، انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم السبت الرابع عشر من أكتوبر 2023، الموافق الثلاثين من ربيع الأول 1445هـ، الداعية الإسلامي والناشط الدعوي الشيخ الدكتور أحمد الحمادي، أحد أكبر الدعاة والعاملين في المجال الخيري في قطر.
مولده ونشأته
اسمه: أحمد بن محمد بن أحمد بن سالم الحمادي.
ولد ونشأ في مدينة الدوحة بقطر.
حصل على بكالوريوس الشريعة من جامعة قطر، ثم حصل على الماجستير والدكتوراة، وعمل بالتدريس في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر.
العمل الدعوي والخيري
اهتم الدكتور الحمادي كثيرا بالعمل الدعوي والخيري منذ شبابه، وكانت رحلته في الدعوة إشراقة مضيئة، حيث سطر تاريخًا حافلًا بالجهاد والتضحية في سبيل نشر الدين وتعزيز قيمه.
والدكتور الحمادي عضو بارز في جمعية قطر الخيرية، إحدى أكبر الجمعيات الخيرية الرسمية في قطر، كما كان له جهد كبير في نشر تعاليم الإسلام وترسيخه في قلوب أبناء بلده من خلال تدريسه في كلية الشريعة بجامعة قطر.
وكذلك كان له دوره البارز في خدمة العمل الدعوي من خلال خطب الجمعة، وهو أحد مشاهير الخطباء في بلده، وكذلك من خلال مشاركاته المتنوعة والمختلفة في برامج الإذاعة والتلفزيون، وتقديم بعض البرامج النافعة، كما شارك في تنفيذ الكثير الكثير من الحملات الدعوية والإشراف عليها، نقلاً لرسالته الدعوية عبر مختلف الأماكن والمنصات.
وأما العمل الخيري فقد كان أحد أشهر فرسانه، وقد كانت له أياد بيضاء وجهود عظيمة في نشر الدين الإسلامي وخدمته في بلده وخارج بلده، وفي خدمة الفقراء والمحتاجين حول العالم، في بناء المساجد، وحفر الآبار، وإقامة المشاريع الخيرية في إفريقيا وبلدان آسيا وغيرها من بلدان العالم التي يعاني أهلها الفقر والحاجة.
وكان له يرحمه الله جهد هائل ونشاط عجيب وتركيز شديد في بناء وإقامة المراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا وبقية أنحاء العالم الغربي والشرقي لتكون منارا لنشر الدين، ومركزا لتعليم القرآن، وتوضيح رسالة الإسلام.
أخلاق عالية
وقد عرف الدكتور الحمادي بين أقرانه وأحبابه وأتباعه وأبناء بلده بالبشاشة والتواضع الجم الذي ظهر في سلوكه وتحركاته وسفراته، وهو أحد أكبر مميزاته، كما عرف بحسن أخلاقه وأفعاله وأقواله، وكذا بجهوده ومساعيه الهائلة في السعي لفعل الخير، وقد اشتهر بابتسامته الهادئة التي لا تكاد تفارقه رحمه الله.
وكل من عرف الدكتور الحمادي عن قرب يعلم ويشهد أنه رجل طيب المعشر، سليم الصدر، محب للمسلمين، وأن له أثرا واضحا في خدمة الإسلام والمسلمين في العديد من دول العالم.
يرحل الإنسان ويبقى الأثر، نعم ستبقى آثاره وأعماله شاهدة له عند ربه وستسبقه إلى قبره رحمه الله وغفر له.
وقد نعاه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي بقوله: "... إننا نحتسب العالم والداعية الشيخ الدكتور أحمد الحمادي، رحمه الله، الذي فارقنا وترك خلفه إرثًا عظيمًا يشهد بإخلاصه وتفانيه في الدعوة إلى الله والعمل الصالح. كان رجلًا مبجلًا وداعيةً متفانيًا، حرص على أن تتطابق أخلاقه وأفعاله وأقواله مع مساعيه الطيبة في سبيل الخير. كانت بشاشته وتواضعه تبرز في كل تصرفاته وحركاته، وكانت الابتسامة المؤنسة تلازمه في كل حال. رحمه الله. قدم مساهمات كبيرة في العمل الإنساني والاجتماعي والخيري، وترك بصمات في العمل الدعوي. إنا لله وإنا إليه راجعون.
نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء على ما قدم لدينه وللمسلمين.