في استنبول بتركيا وفي يوم الإثنين ١٣ من شهر شوال ١٤٤٥ للهجرة، الموافق ٢٢ من شهر إبريل ٢٠٢٤م، توفي الشيخ الجليل عبد المجيد الزنداني عن عمر يناهز 82 عاماً، بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل والتضحيَّة والجهاد، في شتى ميادين العلم والدعوة والسياسة والتربية.
والشيخ الزنداني عالم راسخ ومجاهد صابر كرّس حياته لخدمة الإسلام والمسلمين، فهو رائد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ومؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمكَّة المكرَّمة، ومؤسّس جامعة الإيمان باليمن، وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح وأحد مؤسسيه، ورئيس هيئة علماء اليمن، والشيخ صاحب صولات وجولات مشهودة ومؤثرة، وله العديد من المؤلفات والأبحاث والبرامج الإعلامية.
وعلى صعيد جهوده وخدماته لأمته؛ فقد شارك الشيخ الزنداني -رحمه الله- في دعم الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال الروسي لأفغانستان في ثمانينيات القرن الميلادي الماضي، فضلًا عن مساندته ودعمه لقضايا الأمة الأخرى وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس والأقصى المبارك.
كان الشيخ رحمه الله لين الجانب زاهدا متواضعا يألف ويؤلف، صاحب أخلاق عالية تجعله محبوبا لدى جميع من يعرفه ويلقاه، وصاحب ابتسامة جميلة يمتاز بها عند اللقاء.
نشأته
ولد الشيخ (عبد المجيد عزيز الزنداني) -رحمه الله- عام (1942م)، في قرية (الظهبي) بمديرية (الشعر) بمحافظة (إب) في اليمن، وتعود أصوله إلى منطقة (زندان) في مديرية أرحب بمدينة (صنعاء)، ودرس في الكتّاب بمسقط رأسه، ثم درس المراحل الأولية في مدينة (عدن)، ثم انتقل إلى (مصر) للدراسة.
حياته العملية
- درس الصيدلية في جامعة عين شمس والعلوم الشرعية في الأزهر الشريف، ثم قطع دراسته ولم يكملها وعاد مع أبي الأحرار محمد محمود الزبيري إلى صنعاء للمشاركة في دعم قيام النظام الجمهوري وحماية مكتسبات الثورة
- قدم عبر إذاعة صنعاء برنامج (الدين والثورة).
- عينه السلال في أول حكومة بعد الجمهورية نائبا لوزير الإرشاد القومي والإعلام.
- في عام ١٩٦٨م قام بتأليف كتاب التوحيد لطلاب المدارس من الإعدادية والثانوية منذ ذلك الحين حتى عام ٢٠٠٤م.
- تولى إدارة معهد (النور) العلمي في حي (الشيخ عثمان) بمحافظة عدن.
- تولى إدارة الشؤون العلمية في وزارة التربية والتعليم (المعارف) باليمن.
- ساهم في تدريس عدد من المواد العلمية كمادة الأحياء، وألف كتاب "الإيمان"، و "نحو الإيمان"، "طريق الإيمان".
- ١٩٧٥م عين رئيسًا لمكتب التوجيه والإرشاد عند إنشائه في عهد الرئيس القاضي عبد الرحمن الإرياني.
- عين في نفس العهد نائبا لوزير المعارف.
-في عام ١٩٧٨م اتجه إلى السعودية وتفرغ لدراسة العلوم الشرعية لدى كبار علماء السعودية ليستأنف ما بدأه في الدراسة على علماء الأزهر الشريف بمصر، وعمل في التدريس وإلقاء المحاضرات في مدارس وجامعات المملكة.
- أسس مع عدد من العلماء "الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية" وترأسها لمدة، طاف العالم لمحاورة كبار علماء الكون وعقد عددا من المؤتمرات الدولية في الإعجاز العلمي، بموسكو، وماليزيا، وأندونيسيا، وباكستان وغيرها، وأصدر عددا من المؤلفات في مجال الإعجاز العلمي وعلى رأسها "تأصيل الإعجاز العلمي"، و "إنه الحق" و"منطقة المصب والحواجز بين البحار".
- كان مندوب اليمن لدى رابطة العالم الإسلامي.
- حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان.
- ١٩٩١م شارك في معترك العمل السياسي وكان أحد كبار مؤسسي التجمع اليمني للإصلاح وترأس مجلس شورى الحزب عدد من الدورات.
- ١٩٩١م قاد معارك الدستور ودعا إلى "مؤتمر الوحدة والسلام" الذي شاركت فيه حشود مليونية من أنحاء اليمن من أجل تعديل الدستور.
- ١٩٩٣م اختير لعضوية مجلس الرئاسة من قبل اول مجلس نواب بعد الوحدة.
- ١٩٩٤م خاض معترك الدفاع عن الوحدة اليمنية عقب اعلان الانفصال.
- أسس كلية الإيمان الجامعية التي أصبحت لاحقا جامعة الإيمان وترأسها لمدة ٢٠ عاما.
- في عام 1995م أصبح نائبًا لرئيس مجلس الرئاسة، وسرعان ما قدَّم استقالته طواعية من المجلس في 1996م.
- ١٩٩٨م نشط في المجال الاقتصادي وترأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للبنوك الإسلامية ودعم إنشاءها، كما خاض صراعا محليا للحفاظ على نجاح الشركات المساهمة ودفع الشعب للمشاركة في تأسيسها وأنشأ "الشركة اليمنية للأسماك والاحياء البحرية".
مؤلفاته
أثرى الشيخ الزنداني المكتبة العربية والإسلامية بالعديد من المؤلفات من أهمها "تأصيل الإعجاز العلمي" و"الإيمان" و"طريق الإيمان" و"نحو الإيمان" و"التوحيد" و"البينة العلمية في القرآن الكريم" و"علم الأجنة في ضوء القرآن والسنة"، و"بينات الرسول ومعجزاته"وغيرها، كما له أشرطة ومحاضرات رائعة ذائعة طوفت مشرقا ومغربا ونفع الله بها.
رحم الله الشيخ عبد المجيد عزيز الزنداني ورفع درجته في عليين وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والصالحين،