باب وجوب الصفا  والمروة  وجعل من شعائر الله 
 1561 حدثنا  أبو اليمان  أخبرنا  شعيب  عن  الزهري  قال  عروة  سألت  عائشة  رضي الله عنها فقلت لها أرأيت قول الله تعالى إن الصفا  والمروة  من شعائر الله فمن حج البيت  أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما  فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا  والمروة  قالت بئس ما قلت يا ابن أختي إن هذه لو كانت كما أولتها عليه كانت لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما  ولكنها أنزلت في الأنصار  كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة  الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل  فكان من أهل يتحرج أن يطوف بالصفا  والمروة  فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قالوا يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا  والمروة  فأنزل الله تعالى إن الصفا  والمروة  من شعائر الله  الآية قالت عائشة  رضي الله عنها وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما ثم أخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن  فقال إن هذا لعلم ما كنت سمعته ولقد سمعت   [ ص: 593 ] رجالا من أهل العلم يذكرون أن الناس إلا من ذكرت عائشة  ممن كان يهل بمناة  كانوا يطوفون كلهم بالصفا  والمروة  فلما ذكر الله تعالى الطواف بالبيت  ولم يذكر الصفا  والمروة  في القرآن قالوا يا رسول الله كنا نطوف بالصفا  والمروة  وإن الله أنزل الطواف بالبيت  فلم يذكر الصفا  فهل علينا من حرج أن نطوف بالصفا  والمروة  فأنزل الله تعالى إن الصفا  والمروة  من شعائر الله  الآية قال أبو بكر  فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا بالجاهلية بالصفا  والمروة  والذين يطوفون ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام من أجل أن الله تعالى أمر بالطواف بالبيت  ولم يذكر الصفا  حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت  
				
						
						
