باب ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا  
 4290 حدثنا  أبو اليمان  أخبرنا  شعيب  عن  الزهري  قال أخبرني  عروة بن الزبير  أن  أسامة بن زيد  رضي الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار على قطيفة فدكية وأردف أسامة بن زيد  وراءه يعود سعد بن عبادة  في بني الحارث بن الخزرج  قبل وقعة بدر  قال حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول  وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي  فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود  والمسلمين وفي المجلس عبد الله بن رواحة  فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي  أنفه بردائه ثم قال لا تغبروا علينا فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله بن أبي ابن سلول  أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا فلا تؤذنا به في مجلسنا ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه فقال عبد الله بن رواحة  بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا فإنا نحب ذلك فاستب المسلمون والمشركون واليهود  حتى كادوا يتثاورون فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم   [ ص: 1664 ] يخفضهم حتى سكنوا ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم دابته فسار حتى دخل على سعد بن عبادة  فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا سعد  ألم تسمع ما قال أبو حباب  يريد عبد الله بن أبي  قال كذا وكذا قال سعد بن عبادة  يا رسول الله اعف عنه واصفح عنه فوالذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك  لقد اصطلح أهل هذه البحيرة  على أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة فلما أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله شرق بذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب  كما أمرهم الله ويصبرون على الأذى قال الله عز وجل ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا  الآية وقال الله ود كثير من أهل الكتاب  لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم  إلى آخر الآية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأول العفو ما أمره الله به حتى أذن الله فيهم فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا  فقتل الله به صناديد كفار قريش  قال ابن أبي ابن سلول  ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان هذا أمر قد توجه فبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأسلموا 
				
						
						
