5521 [ ص: 485 ] ( 26 ) هذا أبو بكر في أحد وما جاء فيها ما حفظ
( 1 ) حدثنا أبو بكر قال : حدثنا عن جرير بن عبد الحميد عن عطاء بن السائب الشعبي قال : أحد ، وكان أول يوم مكر فيه بهم . مكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين يوم
( 2 ) حدثنا قال حدثنا أبو أسامة عن أبيه عن هشام بن عروة قالت : لما كان يوم عائشة أحد هزم المشركون وصاح إبليس : أي عباد الله ، أخراكم ، قال : فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم ، قال : فنظر فإذا هو بأبيه حذيفة اليمان فقال : عباد الله ، أبي أبي ، قالت : فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه ، فقال : غفر الله لكم ، قال حذيفة عروة : فوالله ما زالت في بقية خير حتى لحق بالله . حذيفة
( 3 ) حدثنا عبد الأعلى عن عن داود بن أبي هند الشعبي قال : أحد وانصرف المشركون ، فرأى المسلمون بإخوانهم مثلة سيئة جعلوا يقطعون آذانهم وآنافهم ويشقون بطونهم ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن أنالنا الله منهم لنفعلن فأنزل الله وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل نصبر . لما كان يوم
( 4 ) حدثنا عن عبد الرحيم بن سليمان هشام بن هاشم عن قال سمعته يقول : كان سعيد بن المسيب أشد المسلمين بأسا يوم سعد أحد .
( 5 ) حدثنا عن أبو أسامة ابن عون عن عمير بن إسحاق أحد ، وسعد بن مالك يرمي ، وفتى ينشل له ، فكلما فنيت نبله ، دفع إليه نبله ، ثم قال : ارمه أبا إسحاق ، فلما كان بعد طلبوا الفتى فلم يقدروا عليه . أن الناس انجفلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم
( 6 ) حدثنا عن وكيع سفيان عن عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد [ ص: 486 ] قال : علي بن أبي طالب ، فإني سمعته يقول يوم سعدا أحد ارم فداك أبي وأمي سعد . ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه إلا
( 7 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن قال : سعيد بن المسيب سمعت يقول : جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم سعدا أحد .
( 8 ) حدثنا محمد بن بشر عن وأبو أسامة عن مسعر عن أبيه عن سعد بن إبراهيم قال : سعد رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بياض ، لم أرهما قبل ولا بعد .
( 9 ) حدثنا عن أبو أسامة ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حمزة أحد بسيفين ويقول أنا أسد الله ، قال : فجعل يقبل ويدبر فعثر فوقع على قفاه مستلقيا وانكشط ، وانكشفت الدرع عن بطنه ، فأبصره العبد الحبشي فزرقه برمح أو حربة فبقر بها . كان
( 10 ) حدثنا عن وكيع سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون قال : لما أصيب حمزة بن عبد المطلب يوم ومصعب بن عمير أحد قالوا : ليت إخواننا يعلمون ما أصبنا من الخير كي يزدادوا رغبة ، فقال الله : أنا أبلغ عنكم ، فنزلت : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا إلى قوله : المؤمنين .
( 11 ) حدثنا عن زيد بن الحباب قال : حدثنا أسامة بن زيد عن الزهري أنس بن مالك بحمزة يوم أحد وقد مثل به فوقف عليه فقال : لولا أني أخشى أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية ، فيحشر من بطونها ، ثم دعا بنمرة ، فكانت إذا مدت على رأسه بدت رجلاه ، وإذا مدت على رجليه بدا رأسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مدوها على رأسه واجعلوا على رجليه الحرمل ، وقلت الثياب ، وكثرت القتلى ، فكان الرجل والرجلان والثلاثة يكفنون في الثوب ، وكان عليه السلام يسأل أيهم أكثر قرآنا ، فيقدمه . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر
[ ص: 487 ] حدثنا قال حدثنا شبابة عن ليث بن سعد ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن أخبره جابر بن عبد الله أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في الثوب الواحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذا للقرآن ، فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد ، وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة ، وأمر بدفنهم بدمائهم ، ولم يصل عليهم ولم يغسلوا .
( 13 ) حدثنا قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن أسامة بن زيد عن نافع قال : ابن عمر أحد ، فبينما نساء بني عبد الأشهل يبكين على هلكاهن فقال : لكن لا بواكي له ، فجئن نساء حمزة الأنصار يبكين على ورقد فاستيقظ ، فقال : يا ويحهن ، إنهن لهاهنا حتى الآن ، مروهن فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم حمزة . رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
( 14 ) حدثنا عن أبو معاوية عن الأعمش شقيق عن قال : خباب قتل يوم مصعب بن عمير أحد ، فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة ، كانوا إذا وضعوها على رأسه خرجت رجلاه ، وإذا وضعوها في رجليه خرج رأسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعلوها مما يلي رأسه ، واجعلوا على رجليه من الإذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهديها . هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله ، فوجب أجرنا على الله ، فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئا ، منهم
( 15 ) حدثنا قال حدثني زيد بن الحباب قال : حدثني محمد بن صالح يزيد بن زيد مولى أبي أسيد البدري عن أبي أسيد قال : أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبر ، فمدت النمرة على رأسه فانكشفت رجلاه ، فجذبت على رجليه فانكشف رأسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مدوها على رأسه ، واجعلوا على رجليه شجر الحرمل حمزة .
( 16 ) حدثنا عن عيسى بن يونس عن أبيه عن أشياخ من محمد بن إسحاق الأنصار قالوا : بعبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن جموح قتيلين فقال : ادفنوهما في قبر واحد فإنهما كانا متصافيين في الدنيا . أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ص: 488 ] حدثنا عن عيسى بن يونس قال أخبرني أبي عن رجال من محمد بن إسحاق بني سلمة قالوا : لما صرف عينه التي تمر على قبور الشهداء جرت عليهما فبرز قبرهما ، فاستصرخ عليهما فأخرجناهما يتثنيان تثنيا كأنما ماتا بالأمس ، عليهما بردتان قد غطوا بهما على وجوههما وعلى أرجلهما من نبات الإذخر . معاوية
( 18 ) حدثنا عن وكيع سفيان عن الأسود عن قيس عن نبيح عن قال : قال لي أبي جابر عبد الله : أي ابني ، لولا بنيات أخلفهن من بعدي من أخوات وبنات لأحببت أن أقدمك أمامي ، ولكن كن في نظاري المدينة قال : فلم ألبث أن جاءت بهما عمتي قتيلين يعني أباه وعمه ، قد عرضتهما على بعير .
( 19 ) حدثنا عن علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى الحكم عن مقسم عن قال : قتل رجل من المشركين يوم ابن عباس أحد فأراد المشركون أن يدوه فأبى فأعطوه حتى بلغ الدية فأبى .
( 20 ) حدثنا قال حدثنا خالد بن مخلد إبراهيم بن إسماعيل قال أخبرني عبد الرحمن بن ثابت وداود بن الحصين فارسي مولى بني معاوية أنه ضرب رجلا يوم أحد فقتله وقال : خذها وأنا الغلام الفارسي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منعك أن تقول : الأنصاري ، وأنت منهم ، إن مولى القوم منهم . عن
( 21 ) حدثنا قال أخبرنا يزيد بن هارون حميد عن أن عمه غاب عن قتال أنس بن مالك بدر فقال : غبت عن أول قتال قاتله رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين ، ليرين الله ما أصنع ، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين ، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركين ، وتقدم فلقيه بأخراها ما دون سعد أحد ، فقال ، أنا معك ، فلم أستطع أصنع ما صنع ، ووجد به بضع وثمانون من ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم فكنا نقول : فيه وفي أصحابه نزلت سعد فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .
( 22 ) حدثنا قال أخبرنا يزيد بن هارون همام عن عن قتادة الحسن أن قتلى وسعيد بن المسيب أحد غسلوا .
[ ص: 489 ] حدثنا عن وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال : قيس بن أبي حازم شلاء ، وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم طلحة بن عبيد الله أحد . رأيت يد
( 24 ) حدثنا عن عبد الرحيم بن سليمان زكريا عن الشعبي قال : قتل يوم حمزة بن عبد المطلب أحد ، وقتل حنظلة بن الراهب الذي طهرته الملائكة يوم أحد .
( 25 ) حدثنا عن عبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال : عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ابن عمر أحد وأنا ابن أربع عشرة فاستصغرني ، وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني ، قال : فحدثت به نافع فقال : هذا حد بين الصغير والكبير ، فكتب إلى عماله أن يفرضوا لابن خمس عشرة في المقاتلة ، ولابن أربع عشرة في الذرية . عمر بن عبد العزيز
( 26 ) حدثنا قال حدثنا يعلى بن عبيد محمد بن عمرو عن سعيد بن المنذر قال : أحد ، فلما خلف ثنية الوداع فنظر خلفه فإذا كتيبة خشناء ، فقال : من هؤلاء ؟ قالوا : عبد الله بن أبي ابن سلول ومواليه من اليهود ، قال : أقد أسلموا ؟ قالوا : لا ، بل على دينهم ، قال : مروهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين . خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
( 27 ) حدثنا عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عاصم بن عمر بن قتادة سقطت عينه على وجنته يوم قتادة بن النعمان أحد ، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت أحسن عين وأحدها . أن
( 28 ) حدثنا عن معتمر بن سليمان عن معمر عن رجل عن الزهري جابر أحد فزلوا بدمائهم وأن يقدم أكثرهم أخذا لقرآن وأن يدفن اثنان في قبر قال : فدفنت أبي وعمي في قبر . أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالقتلى يوم
( 29 ) حدثنا زيد بن حباب عن موسى بن عبيدة قال حدثني محمد بن ثابت أحد : أقدم مصعب ، فقال له عبد الرحمن : يا رسول الله ، ألم يقتل مصعب ؟ قال : بلى ، ولكن ملك قام مكانه وتسمى باسمه . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم
( 30 ) حدثنا عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب الشعبي عن عبد الله قال : كن النساء يوم أحد يجهزن على الجرحى ويسقين الماء ويداوين الجرحى .
[ ص: 490 ] حدثنا قال حدثنا عفان قال أخبرنا حماد بن سلمة ثابت عن أنس أحد فقال : من يأخذ مني هذا ؟ فبسطوا أيديهم ، فحمل كل إنسان منهم يقول : أنا أنا ، فقال : من يأخذه بحقه ؟ قال : فأحجم القوم ، فقال سماك أبو دجانة : أنا آخذه بحقه ، قال : فأخذه ، ففلق به هام المشركين . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم
( 32 ) حدثنا عن أبو معاوية هشام عن أبيه قال : أحدا قال : هذا جبل يحبنا ونحبه . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى
( 33 ) حدثنا عن أبيه قال حدثنا هاشم بن القاسم عن شعبة الحكم قال : لم يصل عليهم ولم يغسلوا يعني قتلى أحد .
( 34 ) حدثنا عن عبد الرحيم بن سليمان زكريا عن عامر قال : أحد أنف النبي صلى الله عليه وسلم ورباعيته ، وزعم أن وقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فضرب فشلت أصابعه طلحة . أصيب يوم
( 35 ) حدثنا عبد الله بن بكر التيمي عن حميد عن عن أنس قال : كنت فيمن أنزل عليه النعاس يوم أبي طلحة أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا .
( 36 ) حدثنا أسود بن عامر قال : حدثنا قال حدثنا حماد بن سلمة علي بن زيد وثابت عن أنس أحد قال : من يردهم عنا فهو في الجنة ، فقام رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل ، ثم قام آخر يردهم حتى قتل سبعة فقال النبي عليه السلام : ما أنصفنا أصحابنا . أن النبي عليه الصلاة والسلام لما رهقه المشركون يوم
( 37 ) حدثنا زيد بن حباب قال حدثنا موسى بن عبيدة قال أخبرني عبد الله بن عبيدة عن أبي صالح مولى أم هانئ الحارث بن سويد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به ثم لحق بأهل مكة وشهد أحدا فقاتل المسلمين ثم سقط في يده فرجع إلى مكة فكتب إلى أخيه جلاس بن سويد : يا أخي ، إني قد ندمت على ما كان مني فأتوب إلى الله ، وأرجع إلى الإسلام ، فاذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن طمعت لي في توبة فاكتب إلي ، فذكره لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم قال : فقال قوم من أصحابه ممن كان عليه : يتمتع ثم يراجع إلى الإسلام ، فأنزل الله إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون . أن
[ ص: 491 ] حدثنا زيد بن حباب قال أخبرنا موسى بن عبيدة قال أخبرني محمد بن كعب القرظي لقي عليا يوم فاطمة أحد فقال : خذي السيف غير مذموم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ، إن كنت أحسنت القتال اليوم فقد أحسنه علي أبو دجانة ومصعب بن عمير والحارث بن الصمة : ثلاثة من وسهل بن حنيف الأنصار ، ورجل من قريش . أن
( 39 ) حدثنا عن سفيان بن عيينة عمرو عن عكرمة قال : بسيفه فقال : خذيه حميدا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن كنت أحسنت القتال اليوم فقد أحسنه علي سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وأبو دجانة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يأخذ هذا السيف بحقه ، فقال أبو دجانة : أنا ، وأخذ السيف فضرب به حتى جاء به قد حناه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطيته حقه ؟ قال : نعم . جاء
( 40 ) حدثنا عن عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عبد الله بن الحارث بن نوفل أحد مصلتا يمشي ، فاستقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي ، فقال : أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب قال : فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله . أن النبي عليه السلام استقبله رجل من المشركين يوم
( 41 ) حدثنا قال حدثنا عفان قال أخبرنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب الشعبي أحد السيف ، فلم يطق حمله فشدته على ساعده بنسعة ، ثم أتت به النبي عليه الصلاة والسلام فقالت : يا رسول الله ، هذا ابني يقاتل عنك ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : أي بني ، احمل هاهنا أي بني احمل هاهنا فأصابته جراحة ، فصرع فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ، أي بني ، لعلك جزعت ؟ قال : لا يا رسول الله . أن امرأة دفعت إلى ابنها يوم
( 42 ) حدثنا قال حدثنا عفان قال أخبرنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب الشعبي عن ابن مسعود أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين ، فلو حلفت يومئذ لرجوت أن أبر أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم فلما خالف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 492 ] صلى الله عليه وسلم وعصوا ما أمروا به ، أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعة ، سبعة من الأنصار ورجلين من قريش وهو عاشرهم ، فلما رهقوه قال : رحم الله رجلا ردهم عنا ، قال : فقام رجل من الأنصار فقاتل ساعة حتى قتل ، فلما رهقوه ، أيضا قال : يرحم الله رجلا ردهم عنا ، فلم يزل يقول حتى قتل السبعة ، فقال النبي عليه السلام لصاحبيه : ما أنصفنا أصحابنا ، فجاء فقال : اعل هبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : الله أعلى وأجل ، فقال أبو سفيان : لنا عزى ولا عزى لكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : الله مولانا والكافرون لا مولى لهم ، فقال أبو سفيان : يوم بيوم أبو سفيان بدر ، يوم لنا ويوم علينا ، ويوم نساء ويوم نسر ، حنظلة ، وفلان بفلان وفلان بفلان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا سواء ، أما قتلانا فأحياء يرزقون ، وقتلاكم في النار يعذبون ، ثم قال بحنظلة : قد كان في القوم مثلة ، وإن كانت لعن غير ملاء مني ، ما أمرت ولا نهيت ، ولا أحببت ولا كرهت ، ولا ساءني ولا سرني ، قال : فنظروا فإذا أبو سفيان قد بقر بطنه ، وأخذت حمزة هند كبده فلاكتها فلم تستطع أن تأكلها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكلت منه شيئا ؟ قالوا : لا ، قال : ما كان الله ليدخل شيئا من النار ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة فصلى عليه ، وجيء برجل من حمزة الأنصار فوضع إلى جنبه فصلى عليه ، فرفع الأنصاري وترك ، ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه ، ثم رفع وترك حمزة ، حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة حمزة . أن النساء كن يوم
( 43 ) حدثنا عن محمد بن مروان عن عمارة بن أبي حفصة عكرمة قال : أحد وكسرت رباعيته ، وذلق من العطش حتى جعل يقع على ركبتيه ، وتركه أصحابه ، فجاء أبي بن خلف يطلبه بدم أخيه أمية بن خلف ، فقال : أين هذا الذي يزعم أنه نبي فليبرز لي ، فإنه إن كان نبيا قتلني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطوني الحربة ، فقالوا : يا رسول الله ، وبك حراك ؟ فقال : إني قد استسعيت الله دمه فأخذ الحربة ثم مشى إليه فطعنه فصرع عن دابته وحمله أصحابه فاستنقذوه ، فقالوا له : ما نرى بك بأسا ، قال : إنه قد استسعى الله دمي ، إني لأجد لها ما لو كانت على ربيعة ومضر لوسعتهم . شج النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه يوم
( 44 ) حدثنا قال حدثنا عفان عن حماد بن سلمة عن أبيه عن هشام بن عروة مثله . الزبير
[ ص: 493 ] حدثنا أحمد بن عبد الله قال حدثنا أبو بكر عن يزيد عن مقسم عن قال : لما قتل ابن عباس يوم حمزة أحد أقبلت صفية تطلبه لا تدري ما صنع ، قال : فلقيت عليا ، فقال والزبير علي ، اذكر لأمك ، وقال للزبير : لا ، بل اذكر أنت لعمتك ، قالت : ما فعل الزبير ؟ قال : فأرياها أنهما لا يدريان ، قال : فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني لأخاف على عقلها ، قال : فوضع يده على صدرها ودعا لها ، قال : فاسترجعت وبكت ، قال : ثم جاء فقام عليه وقد مثل به ، فقال : لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع قال : ثم أمر بالقتلى فجعل يصلي عليهم ، قال : فيضع تسعة حمزة وحمزة فيكبر عليهم سبع تكبيرات ثم يرفعون ويترك ، ثم يجاء بتسعة فيكبر عليهم سبعا حتى فرغ منهم حمزة .
( 46 ) حدثنا قال حدثنا خالد بن مخلد عبد الرحمن بن عبد العزيز قال حدثنا عن الزهري عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أحد : من رأى مقتل ؟ فقال رجل أعزل : أنا رأيت مقتله ، قال : فانطلق فأرناه ، فخرج حتى وقف على حمزة فرآه قد بقر بطنه وقد مثل به ، فقال يا رسول الله ، مثل به والله ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه ، ووقف بين ظهراني القتلى فقال : أنا شهيد على هؤلاء القوم ، لفوهم في دمائهم فإنه ليس جريح يجرح إلا جرحه يوم القيامة يدمى ، لونه لون الدم ، وريحه ريح المسك ، قدموا أكثر القوم قرآنا فاجعلوه في اللحد حمزة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم
( 47 ) حدثنا قال حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد أيوب عن عن حميد بن هلال سعد بن هشام بن عامر عن أبيه أحد فقال : احفروا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا في القبر الاثنين والثلاثة ، وقدموا أكثرهم قرآنا ، فقدموا أبي بين يدي رجلين . قال : اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شدة الجراح يوم
( 48 ) حدثنا عن أبو أسامة عن شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد قال : زيد بن ثابت أحد خرج معه ناس فرجعوا ، قال : فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين : قالت فرقة : نقتلهم ، وفرقة قالت : لا نقتلهم ، فنزلت : فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها طيبة وإنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة . لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
[ ص: 494 ] حدثنا كثير بن هشام قال حدثنا عن هشام الدستوائي أبي الزبير عن قال : صرخ إلى قتلانا يوم جابر أحد إذ أجرى العين فاستخرجناهم بعد أربعين سنة لينة أجسادهم تتثنى أطرافهم . معاوية
( 50 ) حدثنا قال حدثنا عفان عن حماد بن سلمة ثابت عن عن أنس أبي طلحة قال : رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر ، فما أرى أحدا من القوم إلا يميد تحت حجفته من النعاس .
( 51 ) حدثنا قال حدثنا مالك يعقوب بن عبد الله عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزى قال : علي يوم أحد من بني شيبة طلحة ومسافعا ، قال : وسمى إنسانا آخر ، قال : فقتلهم سوى من قتل من الناس فقال حيث نزل : خذي السيف غير ذميم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن كنت أبليت فقد أبلى فلان الأنصاري وفلان الأنصاري حتى انقطع نفسه أو كاد ينقطع نفسه لفاطمة . بارز
( 52 ) حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية عن أبيه عن الحكم قال : أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشتد غضب الله على ثلاثة : من زعم أنه ملك الأملاك ، اشتد غضب الله على من كسر رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثر في وجهه ، اشتد غضب الله على من زعم أن لله ولدا . لما كسرت رباعية رسول الله يوم
( 53 ) حدثنا قال حدثنا خالد بن مخلد عن مالك بن أنس عبد الله بن أبي بكر عن رجل قال : أحد ، وكسرت رباعيته ، وجرح في وجهه ، ودووي بحصير محرق ، وكان ينقل إليه الماء في علي بن أبي طالب الجحفة . هشمت البيضة على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
( 54 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا عن حماد بن زيد أيوب قال : قال عبد الرحمن بن أبي بكر لأبي بكر : رأيتك يوم أحد فصدفت عنك ، قال : فقال أبو بكر : لكني لو رأيتك ما صدفت عنك .