5554 ( 36 ) ما حفظت في غزوة مؤتة .
( 1 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عن أبو خالد الأحمر عن حجاج الحكم عن مقسم عن ابن عباس مؤتة ، فاستعمل زيدا فإن قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى زيد فجعفر ، فإن قتل جعفر فابن رواحة ، فتخلف ابن رواحة يجمع مع النبي صلى الله عليه وسلم فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما خلفك ؟ قال : أجمع معك ، قال : لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها . أن
( 2 ) حدثنا قال : حدثنا سليمان بن حرب الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير قال : قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاري ، قال : وكانت الأنصار تفقهه ، قال : حدثنا فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبو قتادة ، فإن أصيب زيد بن حارثة زيد ، فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب جعفر ، فوثب فعبد الله بن [ ص: 546 ] رواحة جعفر فقال : يا رسول الله ، ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا ، فقال : امض ، فإنك لا تدري أي ذلك خير فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وأمر فنودي : الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ثاب خير ثاب خير ثلاثا ؛ أخبركم عن جيشكم هذا الغازي ، فانطلقوا فلقوا العدو فقتل زيد شهيدا فاستغفروا له ، ثم أخذ اللواء فشد على القوم حتى قتل شهيدا ، اشهدوا له بالشهادة واستغفروا له ، ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فأثبت قدميه حتى قتل شهيدا فاستغفروا له ، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة ولم يكن من الأمراء ، هو أمر نفسه ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إنه سيف من سيوفك فأنت تنصره ، فمن يومئذ سمي سيف الله ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انفروا فأمدوا إخوانكم ، ولا يتخلفن منكم أحد ، فنفروا مشاة وركبانا ، وذلك في حر شديد ، فبينما هم ليلة مما يلين عن الطريق إذ نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مال عن الرحل ، فأتيته فدعمته بيدي ، فلما وجد مس يد رجل اعتدل فقال : من هذا ؟ فقلت : خالد بن الوليد ، قال في الثانية أو الثالثة ، قال : ما أراني إلا قد شققت عليك منذ الليلة ، قال : قلت : كلا بأبي أنت وأمي ، ولكن أرى الكرى والنعاس قد شق عليك ، فلو عدلت فنزلت حتى يذهب كراك ، قال : إني أخاف أن يخذل الناس ، قال : قلت : كلا بأبي وأمي ، قال : فابغنا مكانا خميرا ، قال : فعدلت عن الطريق ، فإذا أنا بعقدة من شجر ، فجئت فقلت : يا رسول الله ، هذه عقدة من شجر قد أصبتها ، قال : فعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدل معه من يليه من أهل الطريق ، فنزلوا واستتروا بالعقدة من الطريق ، فما استيقظنا إلا بالشمس طالعة علينا فقمنا ونحن وهلين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رويدا رويدا ، حتى تعالت الشمس ؛ ثم قال : من كان يصلي هاتين الركعتين قبل صلاة الغداة فليصلهما ، فصلاهما من كان يصليهما ، ثم أمر فنودي بالصلاة ، ثم تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا ، فلما سلم قال : إنا نحمد الله ، لم نكن في شيء من أمر الدنيا يشغلنا عن صلاتنا ، ولكن أرواحنا كانت بيد الله ، أرسلها أنى شاء ، ألا فمن أدركته هذه الصلاة من عبد صالح فليقض معها مثلها ، قالوا : يا رسول الله ، العطش ، قال : لا عطش يا أبو قتادة ، أرني الميضأة ، قال : فأتيته بها [ ص: 547 ] فجعلها في ضبنه ، ثم التقم فمها ، فالله أعلم أنفث فيها أم لا ، ثم قال : يا أبا قتادة ، أرني الغمر على الراحلة ، فأتيته بقدح بين القدحين فصب فيه فقال : اسق القوم ، ونادى رسول الله ورفع صوته : ألا من أتاه إناؤه فليشربه ، فأتيت رجلا فسقيته ، ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضلة القدح ، فذهبت فسقيت الذي يليه حتى سقيت أهل تلك الحلقة ، ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضلة القدح فذهبت فسقيت حلقة أخرى حتى سقيت سبعة رفق ، وجعلت أتطاول أنظر هل بقي فيها شيء ، فصب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدح فقال لي : اشرب ، قال : قلت : بأبي أنت وأمي ، إني لا أجد بي كثير عطش ، قال إليك عني ، فإني ساقي القوم منذ اليوم ، قال : فصب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدح فشرب ثم صب في القدح فشرب ثم صب في القدح فشرب ثم ركب وركبنا ، ثم قال : كيف ترى القوم صنعوا حين فقدوا نبيهم وأرهقتهم صلاتهم ، قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : أليس فيهم أبا قتادة أبو بكر ، إن يطيعوهما فقد رشدوا ورشدت أمهم وإن يعصوهما فقد غووا وغوت أمهم قالها ثلاثا ، ثم سار وسرنا حتى إذا كنا في نحر الظهيرة إذا ناس يتبعون ظلال الشجرة فأتيناهم فإذا ناس من وعمر المهاجرين فيهم ، قال : فقلنا لهم : كيف صنعتم حين فقدتم نبيكم وأرهقتكم صلاتكم ؟ قالوا : نحن والله نخبركم ، وثب عمر بن الخطاب فقال عمر لأبي بكر : إن الله قال في كتابه إنك ميت وإنهم ميتون وإني والله ما أدري لعل الله قد توفى نبيه فقم فصل وانطلق ، إني ناظر بعدك ومقاوم ، فإن رأيت شيئا وإلا لحقت بك ، قال : وأقيمت الصلاة ، وانقطع الحديث . بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء وقال : عليكم
( 3 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن عمرة أنها سمعت تقول : عائشة جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعرف في وجهه الحزن ، فقالت وعبد الله بن رواحة : وأنا أطلع من شق الباب ، فأتاه رجل فقال : يا رسول الله ، إن نساء عائشة جعفر فذكر بكاءهن ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينهاهن . لما جاء نعي
( 4 ) حدثنا عن عبد الرحيم بن سليمان زكريا عن الشعبي زعم قتل يوم جعفر بن أبي طالب مؤتة بالبلقاء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم اخلف في أهله بأفضل ما خلفت عبدا من عبادك الصالحين جعفرا . أن