5559    ( 17 ) حدثنا  عفان  قال : حدثنا  حماد بن سلمة  عن  إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة  عن  أنس بن مالك  أن هوازن  جاءت يوم حنين  بالصبيان والنساء والإبل والغنم  ،  فجعلوها صفوفا يكثرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم  ،  فلما التقوا ولى المسلمون كما قال الله  ،  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عباد الله  ،  أنا عبد الله ورسوله ثم قال : يا معشر المهاجرين  أنا عبد الله ورسوله  ،  قال : فهزم الله المشركين ولم يضرب بسيف ولم يطعن برمح  ،  قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ : من قتل كافرا فله سلبه  ،  قال : فقتل  أبو طلحة  يومئذ عشرين رجلا  ،  فأخذ أسلابهم  ،  وقال  أبو قتادة    : يا رسول الله  ،  إني ضربت رجلا على حبل العاتق وعليه درع له فأجهضت عنه  ،  وقد قال حماد    : فأعجلت عنه  ،  قال : فانظر من أخذها  ،  قال : فقام رجل فقال : أنا أخذتها فأرضه منها وأعطنيها  ،  وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت  ،  فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فقال  عمر    : لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده ويعطيكها قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صدق  عمر  ،  ولقي  أبو طلحة  أم سليم  ومعها خنجر فقال  أبو طلحة    : يا أم سليم  ،  ما هذا معك ؟ قالت : أردت إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه  ،  فقال  أبو طلحة    : يا رسول الله  ،  ألا تسمع ما تقول أم سليم  ؟ قالت : يا رسول الله  ،  قتل من بعدنا من الطلقاء  ،  انهزموا بك يا رسول الله  ،  فقال : إن الله قد كفى وأحسن   . 
( 18 ) حدثنا  هاشم بن القاسم  قال : حدثنا  عكرمة بن عمار  قال حدثنا  إياس بن سلمة  قال حدثني أبي قال : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن  فبينما نحن نتضحى وعامتنا مشاة فينا ضعفة إذ جاء رجل على جمل أحمر  ،  فانتزع طلقا من حقبه فقيد به جمله رجل شاب  ،  ثم جاء يتغدى مع القوم  ،  فلما رأى ضعفهم وقلة ظهرهم خرج يعدو إلى جمله فأطلقه ثم أناخه فقعد عليه ثم خرج يركضه  ،  واتبعه رجل من أسلم  من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة ورقاء هي أمثل ظهر القوم  ،  فقعد فاتبعه  ،  فخرجت أعدو فأدركته ورأس الناقة عند ورك الجمل وكنت عند ورك الناقة وكنت تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته  ،  فلما وضع ركبتيه بالأرض اخترطت سيفي فأضرب رأسه  ،  فندر فجئت براحلته وما عليها أقوده فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا فقال : من قتل الرجل ؟ فقالوا : ابن الأكوع  ،  فنفله سلبه  [ ص: 556 ] 
( 19 ) حدثنا  عفان  حدثنا وهيب  حدثنا عمرو بن يحيى  عن عباد بن تميم  عن  عبد الله بن زيد  قال : لما أفاء الله على رسوله يوم حنين  ما أفاء قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم  ،  ولم يقسم ولم يعط الأنصار  شيئا  ،  فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال : يا معشر الأنصار  ،  ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي  ،  وكنتم متفرقين فجمعكم الله بي  ،  وعالة فأغناكم الله بي  ،  قال : كلما قال شيئا قالوا : الله ورسوله آمن  ،  قال : فما يمنعكم أن تجيبوا ؟ قالوا : الله ورسوله آمن : قال : لو شئتم قلتم : جئتنا كذا وكذا  ،  أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم  ،  لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار  ،  لو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار  وشعبهم  ،  الأنصار  شعار والناس دثار  ،  وإنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض   . 
				
						
						
