9801  - حدثنا  يوسف بن موسى ،  نا  جرير بن عبد الحميد  ، عن  عمارة بن القعقاع  ، عن  أبي زرعة ،  عن  أبي هريرة  ، قال : وضعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم جفنة من ثريد ولحم ، وكان أحب الشاة إليه الذراع ، فنهس نهسة ، قال : أنا سيد الناس يوم القيامة . فلما رأى ذلك أصحابه قال : ألا تقولون كيف ؟ قالوا : كيف يا رسول الله ؟ قال : يقوم  [ ص: 177 ] الناس لرب العالمين يسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، وتدنو الشمس من رؤوسهم فيشتد عليهم حرها ، ويشق عليهم دنوها منهم ، فيبلغ منهم الضجر والجزع مما هم فيه ، فيأتون آدم   - صلى الله عليه - فيقولون : يا آدم  ، أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، ألا تشفع لنا إلى ربنا ؟ ألا ترى ما نحن فيه من الشر ؟ فيقول آدم : إن ربي تبارك وتعالى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وأنه أمرني بأمر فعصيته وأطعت الشيطان ; نهاني عن أكل الشجرة فعصيته ، فأخاف أن يطرحني في النار ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي . 
فينطلقون إلى نوح  صلى الله عليه ، فيقولون : يا نوح  ، أنت نبي الله ، وأول من أرسل ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه من الشر ؟ فيقول نوح : إن ربي تبارك وتعالى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وأنه كانت لي دعوة فدعوت بها على قومي فأهلكوا ، وإني أخاف أن يطرحني في النار ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي . 
فينطلقون إلى إبراهيم  صلى الله عليه ، فيقولون : يا إبراهيم  ، أنت خليل الله ، قد سمع بخلتك أهل السماوات وأهل الأرض ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه من الشر ؟ فيقول : إن ربي تبارك وتعالى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإني أخاف أن يطرحني في النار . وذكر قوله للكوكب : هذا ربي ، وقوله : بل فعله كبيرهم هذا ، وقوله : إني سقيم ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي . 
فينطلقون إلى موسى  صلى الله عليه ، فيقولون : يا موسى  أنت نبي الله ، اصطفاك الله برسالاته  [ ص: 178 ] وكلمك تكليما ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه من الشر ؟ فيقول موسى  صلى الله عليه وسلم : إن ربي تبارك وتعالى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإني قتلت نفسا لم أؤمر بها ، أخاف أن يطرحني في النار ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي . 
فينطلقون إلى عيسى  صلى الله عليه وسلم ، فيقولون : يا عيسى  ، أنت نبي الله وكلمته وروحه ألقاها إلى مريم ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه من الشر ؟ فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإني أخاف أن يطرحني في النار - قال عمارة   : ولا أعلمه ذكر ذنبا - انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي . 
فيأتوني فيقولون : أنت رسول الله وخاتم النبيين ، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك . فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي تبارك وتعالى ، فأقوم منه مقاما لم يقمه أحد قبلي ولن يقومه أحد بعدي ، فيقول : يا محمد  اشفع تشفع ، وسل تعط . فأقول : أمتي يا رب أمتي . فيقول : يا محمد  أدخل من لا حساب عليه من الباب الأيمن ، وهم شركاء الناس في الأبواب الأخر ، فوالذي نفسي بيده إن ما بين الباب أبعد ما بين بصرى  ومكة  ، أو مكة  وهجر    . 
قال عمارة   : لا أدري أي ذلك قال . 
 [ ص: 179 ] وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه ، ولا نعلم رواه عن عمارة  إلا جرير   . 
				
						
						
