[ ص: 637 ] 10 - باب تأديب الأمير عامله إذا احتجب عن الرعية أو ترفع عليهم
2121 \ 1 - قال : أخبرنا إسحاق ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو حيان التميمي ، عن عباية بن رافع بن خديج ، قال : رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب سعدا اتخذ بابا ، ثم قال : انقطع الصويت . فبعث إلى محمد بن مسلمة رضي الله عنه ، فأتاه فقال : انطلق إلى سعد فأحرق بابه ، ثم خذ بيده وأخرجه إلى الناس وقل : هاهنا فاقعد للناس . قال : فبعث محمد غلامه مكانه إلى منزله فأمره أن يأتيه براحلتين ، وزاد عند أهله ، وانطلق يمشي قبل الكوفة حتى قدم جبانة الكوفة ، فرأى نبطيا يدخل الكوفة بقصب على حمار يبيعه ، فابتاعه منه وشرط عليه أن يلقيه عند باب الأمير ، فجاء حتى ألقى قصبه عند باب الأمير ، فأورى زنده ، فأتى سعد فقيل : إن هاهنا رجلا أسود طويلا عظيما بين إزار ورداء عليه عمامة خز [ ص: 638 ] قانية على غير قلنسية ، فقال : ذاك محمد بن مسلمة ، دعوه يبلغ حاجته لا يعرض له إنسان بشيء . فأحرق الباب حتى صار فحما ، ثم خرج إليه سعد ، فسأله وحلف بالله ما تكلم بالكلمة التي بلغت أمير المؤمنين ، ولقد بلغه كاذب . قال : فعرض عليه المنزل ليدخل ، فأبى ، وانصرف مكانه راجعا ، قال : فأتبعه سعد بزاده ، فرده مع رسوله وقال : ارجع بطعامك إلى صاحبك ، فإن له عيالا وإن معنا فضلة من زادنا . قال : فسار فأرملا أياما ، فكان أول ما أدركنا من الإنس امرأة في غنم ، فقام محمد بن مسلمة يصلي ، وانطلق الغلام حتى بايع صاحبة الغنم بشاة صغيرة من غنمها بعصابة كانت عليه ، قال : فصرعها يريد أن يذبحها ، ومحمد قائم يصلي فأشار إليه أن لا يذبحها ، فلما فرغ قال : ما هذه الشاة ؟ فإن كان في الغنم صاحبها ، فبايعه أو سلم بيع الأمة فأقبل بها ، وإن كانت إنما هي رعية فردها ، فإن الجوع خير من مأكل السوء . قال : ثم سار حتى قدم على رضي الله عنه فأخبره بالذي كان ، وبما أتبعه عمر بن الخطاب سعد ، فرده مع رسوله . فقال عمر رضي الله عنه : وما منعك أن تقبل منه ؟
[ ص: 639 ] قلت : رجاله ثقات لكن فيه انقطاعا . بلغ
2121 \ 2 - وقال : حدثنا مسدد ، عن يحيى أبي حيان ، قال : سمعت عباية بن رفاعة يقول : رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب سعدا رضي الله عنه اتخذ بابا ثم قال : انقطع الصوت فأرسل إليه عمر رضي الله عنه فحرقه ، ثم أخذ محمد بن مسلمة رضي الله عنه بيده فأخرجه وقال : هاهنا اجلس للناس . فاعتذر إليه سعد رضي الله عنه ، وحلف له ما تكلمت الكلمة التي بلغت أمير المؤمنين . بلغ أمير المؤمنين
[ ص: 640 ] [ ص: 641 ]