أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، ببغداد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي ، قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا ، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن عمه . موسى بن عقبة
(ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا ، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر محمد بن فليح ، عن ، عن موسى بن عقبة وهذا لفظ حديث ابن شهاب، إسماعيل عن عمه موسى قال: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي سفيان بدرا، وكان أهلا للصدق والوفاء صلى الله عليه وسلم، فاحتمل الشيطان أولياءه من [ ص: 385 ] الناس، فمشوا في الناس يخوفونهم وقالوا: قد أخبرنا وأنتم أن قد جمعوا لكم مثل الليل من الناس، يرجون أن يوافقوكم فينتهبوكم، فالحذر الحذر، لا تغدوا، فعصم الله عز وجل المسلمين من تخويف الشيطان، فاستجابوا لله ولرسوله، وخرجوا ببضائع لهم وقالوا: إن لقينا استنفر المسلمين لموعد أبا سفيان فهو الذي خرجنا له، وإن لم نلقه ابتعنا ببضائعنا، وكان بدر متجرا يوافى في كل عام، فانطلقوا حتى أتوا موسم بدر، فقضوا منه حاجتهم، وأخلف أبو سفيان الموعد، فلم يخرج هو ولا أصحابه، وأقبل رجل من بني ضمرة بينه وبين المسلمين حلف فقال: والله إن كنا لقد أخبرنا أنه لم يبق منكم أحد، فما أعملكم إلى أهل هذا الموسم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد أن يبلغ ذلك عدوه من قريش: "أعملنا إليه موعدأبي سفيان وأصحابه وقتالهم، وإن شئت مع ذلك نبذنا إليك وإلى قومك حلفكم ثم جالدناكم قبل أن نبرح منزلنا هذا" ، فقال الضمري: معاذ الله، بل نكف أيدينا عنكم، ونمسك بحلفكم، وزعموا أنه مر عليهم ابن حمام فقال: من هؤلاء؟ قالوا: رسول الله وأصحابه ينتظرون أبا سفيان ومن معه من قريش، فخرج يرتجز:
تهوى على دين أبيها الأتلد إذ نفرت من رفقتي محمد وعجوة موضوعة كالجلمد
إذ جعلت ماء قديد موعد وصبحت مياهها ضحى الغد
وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بنعمة من الله وفضل، فكانت تلك الغزوة تدعى غزوة جيش السويق، وكانت في شعبان سنة ثلاث".