أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ، قالا: حدثنا وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير قال: حدثنا ابن إسحاق، يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه، قال: كانت في فارع، حصن صفية بنت عبد المطلب ، وكان حسان بن ثابت معنا فيه مع النساء والصبيان حيث خندق النبي صلى الله عليه وسلم، قالت صفية: فمر بنا رجل من يهود، فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت حسان بن ثابت بنو قريظة، وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في نحور عدوهم، لا يستطيعون أن [ ص: 443 ] ينصرفوا إلينا عنهم إذا أتانا آت، فقلت لحسان: إن هذا اليهودي يطيف بالحصن كما ترى، ولا آمنه أن يدل على عورتنا من وراءنا من يهود، وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فانزل إليه فاقتله، فقال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، قالت فلما قال ذلك احتجزت عمودا، ثم نزلت من الحصن إليه؛ فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن فقلت: يا حسان، انزل فاستلبه، فإنه لم يمنعني أن أستلبه إلا أنه رجل، فقال: ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب قال: وحدثنا صفية: يونس، عن ، عن أبيه، عن هشام بن عروة مثله أو نحوه، وزاد فيه قال: هي صفية بنت عبد المطلب، أول امرأة قتلت رجلا من المشركين.